وصف المحلل الإسرائيلي الكبير، إيهود يعاري، إطلاق الصاروخ الإيراني إلى سوريا أمس قائلا إنه: “استعراض غطرسة”. أطلقت أمس إيران صاروخ أرض – أرض، متوسط المدى نحو ما أقوالها بهدف الإضرار بداعش في سوريا، ردا على العملية المزدوجة التي نفذها التنظيم في طهران قبل نحو أسبوعَين. تنضم علمية إطلاق الصواريخ الإيرانية إلى قائمة طويلة من الأحداث التي طرأت للمرة الأولى في تاريخ الحرب في سوريا.
هذه هي المرة الأولى التي تطلق فيها إيران صاروخا كهذا في إطار حملة منذ انتهاء الحرب مع العراق في عهد صدام حسين عام 1978. يعتقد المحلل يعاري أن الرسالة وراء إطلاق الصواريخ موجهة بشكل أساسي إلى إيران ذاتها. بعد العملية الكبيرة التي نُفذت قبل أسبوعين في طهران، يحاول النظام الإيراني إرسال رسائل مهدئة إلى السكان، ونقل رسائل تعبّر عن القوة والسيطرة على الوضع. يهدف النظام إلى أن يعرف السكان أن هناك طرقا لضرب داعش بشكل مباشر، حتى وإن كان هناك شك إذا ألحق الصاروخ الذي أطلِق أمس ضررا بأهدافها.
قد تكون الخطوة الإيرانية موجهة إلى لاعبين آخرين في الحلبة السورية. ولكن في الحقيقة ليس سرا أن الحوثيين في اليمن يحصلون على دعم إيراني وباتوا يطلقون في السنتَين الماضيتَين الكثير من صواريخ أرض – أرض قصيرة المدى من اليمن إلى السعودية. إلا أن الخيار الإيراني لإطلاق صاروخ استباقي إلى سوريا تحديدًا هو خيار غطرسة. تشكل سوريا حلبة المبارة الأكبر حيث تتنافس فيها قوى عالمية وإقليمية حول المكانة، الصورة الذاتية، والتأثير.
تشكل الخطوة الإيرانية تحذيرا قويا لأمريكيا، روسيا، وإسرائيل. استثمرت إيران كثيرا في إنجازاتها في الحلبة السورية وفي مأسسة تأثيرها المستمر في العراق، سوريا، ولبنان، ولديها الكثير من المصالح الاستراتيحية. فهي ليست معنية بأن تذهب هذه الإنجازات سُدى، وتوضح أنها مستعدة لمتابعة عملها والمخاطرة من أجل الحفاظ عليها.
هل تشكل إسرائيل جزءا من جمهور هدف إطلاق الصاروخ الإيراني؟ إسرائيل ليست مشاركة بشكل مباشر في الأحداث المركزية في سوريا، ولكنها قلقة من قوات الأسد التي بدأت ترتكز في جنوب سوريا بالقرب من محافظة درعا، القريبة من الحدود الإسرائيلية – السورية.
إسرائيل قلقة من إمكانية تقدم الأسد نحو خط الحدود في منطقة الجولان، التي يسيطر على معظمها منذ السنوات الماضية ثوار سنيون. في مثل هذه الحال، فقد رسمت لها خطا أحمر وأعلنت أنها لن تسمح لقوات حزب الله والحرس الثوري الإيراني في التقدم نحو حدودها، في أعقاب قوات النظام.