قال الوزير العراقي لحقوق الإنسان، محمد شيعة السوداني، أمس (الأحد) إنّ هناك على أقلّ تقدير 500 جثّة لليزيديّين عُثر عليها في مقابر جماعية. وحسب أقواله، فلدى الحكومة العراقية أدلة تفيد بأنّ هناك نساء وأطفال من المقتولين دُفِنوا أحياء. وأضاف أنّه وفقًا للتقديرات فهناك ما لا يقلّ عن 300 امرأة من اليزيديات تمّ اختطافهن وتحوّلنَ إلى إماء.
وإلى جانب هذه الفظائع من قبل “الدولة الإسلامية” ذُكر أنّ مقاتلين أكراد نجحوا في إنقاذ نحو 20 ألف من بين 40 ألف لاجئ يزيدي حوصروا في الجبال شمال العراق في الأيام الأخيرة. بدأ اللاجئون بالتدفّق عائدين إلى الأراضي العراقية، بعد أن اجتازوا رحلة شديدة الخطورة عن طريق الأراضي السورية.
إذًا فمن هم اليزيديّون؟ إليكم بعض الحقائق حول هذه الأقلية التي تُضرب في الأيام الأخيرة من قبل الجهاديين السُنة:
اليزيديون هم أتباع ديانة شرق أوسطية ذات جذور قديمة. جميع أبناء الديانة اليزيدية هم من الأكراد، ويعيش معظمهم حول الموصل وسنجار في العراق. هناك أيضًا مجموعات في سوريا، تركيا، إيران، جورجيا وأرمينيا. ويُقدّر العدد الإجمالي لليزيديّين بنحو 800,000 إلى مليون.
ويدّعي الكثير من الباحثين بأنّ اسم اليزيديّين جاء من اسم الخليفة من الأسرة الأموية، يزيد الأول ابن معاوية. وقد اعتُبر هذا الخليفة في نظر اليزيديّين تجسيدًا للشخصية الإلهية، ويُسمّى “سلطان عازي”.
تعتبر الثقافة اليزيدية ثقافة كردية ويتحدّث معظمهم اللغة الكردية، “الكورمانجي”. ويتحدث القليل منهم أيضًا العربية نظرًا لقربهم وعيشهم في ظلّ دول عربية مثل العراق وسوريا.
تمزج الديانة اليزيدية نفسها عددًا من المؤثرات: المصطلحات الدينية متأثرة بالصوفية، لا سيّما بمفاهيمها الصوفية، ولكن معظم الميثولوجيا اليزيدية ليست إسلامية وتذكّرنا نظرتهم للوجود بدرجة كبيرة بالديانات الفارسية القديمة.
في صورة العالم عند اليزيديين، خلق الله العالم وهو الآن تحت إشراف سبعة من الملائكة الذين يسمّون “السبعة الأخفياء”. أكبرهم هو “الملَك طاووس”، وهو المقابل للشيطان في الديانات الأخرى. يؤمن اليزيديون أن الملَك طاووس ليس مصدر الشرّ، ولكنّ مصدر الشرّ يكمن في قلب الإنسان.
ويختلف المعتقد اليزيدي بخصوص خلق الإنسان عن الإسلام، النصرانية واليهودية. فهم يعتقدون أنّ الله خلق الملَك طاووس من نوره الذاتي، ثم بعد ذلك سائر الملائكة الذين أمروا بجلب التراب والأرض من البلاد لبناء جسم الإنسان. وحينها نفخ الله في الإنسان روح الحياة وأمر جميع الملائكة بالسجود للإنسان. أطاعه جميع الملائكة باستثناء الملَك طاووس الذي رفض الرضوخ أمام من خُلق من تراب، بينما هو مخلوق من نور الله. بخلاف المعتقد الإسلامي الذي بحسبه فإنّ إبليس لعين، ففي المعتقد اليزيدي أثنى الله على طاووس، جعله نائبًا له ورئيس بقية الملائكة.
يتزوّج اليزيديّون من امرأة واحدة في معظمهم، على الرغم من أن الشخصيات البارزة قد تتزوج بأكثر من امرأة. يُعمّد الأطفال عند ولادتهم والختان شائع وإنْ لم يكن إلزاميًّا. يُدفن الموتى في قبور مخروطية بعد وفاتهم مع وضع الأيدي بشكل صليب على الصدر.
لا يتزوج اليزيديّون من الأكراد من غير اليزيديين ولا يقبلون المتحوّلين إلى ديانتهم. العقاب الأكثر خطورة في مجتمعهم هو المقاطعة، ممّا يعني الطرد من الدين وإهدار دم المقاطَع.
هناك تقسيم طبقي صارم في المجتمع اليزيدي وبحسبه فإنّ أبناء الطبقة الأدنى هم المزارعون والرعاة الذين يحرُم عليهم معرفة القراءة والكتابة. طبقة رجال الدين هي صاحبة هذه المعرفة وتنقسم إلى قيادة دينية (المشايخ) وقيادة مدنية (الأمراء). لا يُسمح بالانتقال من طبقة لأخرى.
لأنّ الديانة اليزيدية غير معروفة للأجانب وبسبب تعريف الملَك طاووس بالشيطان؛ فإنّ الكثيرين في العالم العربي والغرب يعتقدون وينظرون إلى هذه الأقلية الدينية باعتبارها “عبدة الشيطان” ولذلك فإنّ عناصر تنظيم الدولة الإسلامية يسفكون دماءهم.