اضطر بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع، كما في كل أسبوع، إلى التعامل مع الضجة التي أثارتها عضو الكنيست عن حزبه ميري ريغف. نتحدث هذه المرة عن اقتراح قانون تقدمت به يهدف إلى منع المفاوضات حول موضوع القدس، وهو موضوع حساس جدًّا خصوصا في هذا التوقيت، حيث يقوم الأمريكيون بجهود للتقريب بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وحيث لا يريد أي طرف أن يكون مسؤولا عن فشل المفاوضات. تعلم ريغف هذا جيدا، لكنها كعادتها استغلت الفرصة لتثبت لنتنياهو ولمناصريها في حزب الليكود من هو الأكثر يمينية.
لم تتم الموافقة على الاقتراح وتعرضت ريغف لانتقادات حادة من وزراء الليكود، بعد أسبوع فقط من تعرضها لانتقادات مشابهة بسبب اقتراحها بمنع المفاوضات بخصوص غور الأردن. لكن النتيجة تبدو غير مهمة، فقد أثارت ضجة إعلامية حولها، وظهرت في عناوين الصحف، وستحصل على المزيد من الأصوات في الانتخابات القادمة.
من هي ميري ريغف التي وصفتها صحيفة “هآرتس” بأنها “القائدة الأكثر أهمية في إسرائيل”؟ قيل: “هي الوحيدة التي نجحت في كشف سر إدارة الدولة. في مكان يشكو من نقص المبادرة والرؤيا والسياسة، تقوم ريغف بابتكار هذه الأمور… تشبه ريغف إرهابية تحمل قنبلة يدوية في يدها وصمام الأمان بين أسنانها”.
يذكرها الكثيرون في إسرائيل عندما كانت الناطقة باسم جيش الدفاع الإسرائيلي عند انسحابه من غزة وإبّان حرب لبنان الثانية، لكنها بدأت حياتها كابنة لعائلة مهاجرة من المغرب في كريات غات. قضت ريغف معظم حياتها في جيش الدفاع الإسرائيلي حيث تقدمت سريعا من منصب إلى آخر في وحدة المتحدثين. عملها كناطقة باسم جيش الدفاع كان مثيرا للجدل: هنالك من أحبها وهنالك من قال إنها فشلت في عملها، لأنها خلافا للناطقين السابقين الذين تميزوا بالحضور الإعلامي اللطيف، كانت تبدو عدوانية وأثارت النفور في إسرائيل والخارج.
بعد مدة قصيرة من تركها الوظيفة، وهي متزوجة وأم لثلاثة أولاد، أعلنت عن رغبتها بالترشح للكنيست عن حزب الليكود وتم انتخابها، ومنذ عام 2008 وهي تعمل في الكنيست وتثير حولها ضجة إعلامية دون توقف. وصفت تسيبي ليفني بأنها “كثيرة البكاء”، وقالت عن المهاجرين السودانيين في إسرائيل: “السودانيون عبارة عن سرطان في جسدنا. لن نسمح لهؤلاء الأشخاص بالقدوم إلى إسرائيل والبحث عن عمل”. خاضت شجارا إعلاميا مع عضوَي الكنيست العرب أحمد الطيبي وحنين زعبي بعد حادثة الأسطول البحري التركي، حيث قالت لزعبي في الكنيست باللغة العربية: “اذهبي إلى غزة أيتها الخائنة”.
بسبب أقوالها الصاخبة وأسلوبها الشعبي ورفعها للعلم الإسرائيلي بعد أي ظهور علني قام الموسيقي الإسرائيلي نوي ألوش بتصميم “ريمكس” عنها تحت عنوان “ميري ريغف هي حارة”. قبلت ريغف بهذا التعريف وقالت: “أنا شعبية، أنا أعانق، أنا أقبّل، لا مشكلة في هذا كله”. وقالت أيضا: “أريد أن أنفذ مخططاتي بطريقة مختلفة، بطريقة تعبر عن مشاعري”.
مع ذلك، لدى ريغف جانب أكثر لطافة، رغم أن هذا يصعب تصديقه. فقد قالت في مقابلة تلفزيونية إنها تعرضت للتحرش الجنسي من قبل ضابط رفيع المستوى في الجيش، رفضت الخضوع له، وكادت تخسر وظيفتها بسبب ذلك.
تقدم ريغف صورة عن السياسة الحديثة بصورة أو بأخرى: صورة الأشخاص الذين يدركون أن الطريق إلى المنصب السياسي تمر عبر الشهرة في الفيس بوك والتلفزيون، لذا لا بد من إثارة الضجة الإعلامية.