جرّت مقالة الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في إسرائيل، بعنوان “قرف يقرفكوا”، والتي نشرت على موقع “يافا 48” التابع للحركة قبل أسبوع، ردود فعل قاسية ضد الأفكار التي طرحت في المقالة، وضد نهج الخطيب الذي وصف المثليين بأنهم “شواذ”. كما وأثارت تعجب ناشطين عرب على “فيس بوك”، ينتمون إلى “الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة” و “حزب التجمع الوطني الديمقراطي”، من تقاعس قيادة القائمة العربية المشتركة في الرد على المقالة، مستهجنين أفكار الشيخ وتمنياته التحريضية.
وكتب الخطيب في مقاله بعد أن وصف ظاهرة زواج المثليين بأنها ظاهرة “شاذة”، منتقدا الأصوات العربية التي تدعم المثليين وحقوقهم، وختم مقالته: “لكل هؤلاء (المثليون وأنصارهم) لا أقول بالرفاه والبنين، وإنما أقول لهم بالشقاء والأوباء والإيدز يا شاذين”.
وعلّق القيادي البارز في “الجبهة”، رجا زعاترة، على المقالة عبر “فيس بوك” كاتبا: “القرف هو أن تقاطع “مسيرة العودة” لأنّ هناك امرأة عريفة وفقرة فنية؛ القرف هو أن تستغل منابر الجوامع للتحريض والفتنة بدلاً من الموعظة الحسنة؛ القرف، كل القرف، ولا شيء سوى القرف، هو أن لا تحترم الناس وأن تفرض أفكارك على الناس”.
ورغم أن نشطاء سياسيين عرب وغيرهم علّقوا على المقالة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهاجموا المقالة المسيئة، إلا أن الاستنكار الرسمي للمقالة تأخّر، خاصة أن القائمة العربية المشتركة تضم فيها نواب عن الحركة الإسلامية.
ونشرت النائبة حنين زعبي، عن حزب “التجمع”، في أول تعليق من مسؤول في القائمة العربية المشتركة، على صفحة “فيس بوك” الخاصة بها، بيانا صادرا عن “اتحاد الشباب الوطني الديمقراطي” وجاء فيه: “لطالما عودنا الشيخ كمال خطيب على تفوّهات تحريضية ضد كل ما هو مختلف عن نهجه”.
وكشفت مقالة الخطيب وما جرّت من ردود فعل، مرة جديدة، عن المشكلة الجوهرية التي تعاني منها القائمة العربية المشتركة، والتي تعبّر عن اتحاد الأحزاب العربية المختلفة في إسرائيل، أنها تحاول أن تجمع بين شقين متناقضين، وهما الجبهة والحركة الإسلامية. واستطاع رئيس القائمة، أيمن عودة، حتى الساعة أن يحافظ على وحدة القائمة، لكن هل بمقدوره أن يفعل ذلك طويلا؟