يجلب معهم آلاف المقاتلين المسلمين من دول أوروبا الذين تطوّعوا بأعداد كبيرة في صفوف داعش وسائر التنظيمات الجهادية التي تقاتل اليوم في سوريا، تغييرات اقتصادية واستهلاكية بنطاق لم يكن ممكنا التنبّؤ به في الماضي. مقالة نُشرت في صحيفة “فاينانشال تايمز”. تصف كيف غيّرت الأسواق في سوريا وجهها مع سيطرة مقاتلي الجهاد على شمال وشرق البلاد.
يجد المقاتلون الذين يأتون من الدول الأوروبية صعوبة في التخلّي عن حبّهم لوجبات خفيفة شتى، وخصوصا قطع الشوكولاتة مثل “سنيكرز”، “باونتي” وحلوى m’s&M، ورقائق البطاطس من نوع “برينجلز”. هناك سلعة أخرى لم تكن في الماضي معروفة في هذه المنطقة من سوريا إطلاقا، وأصبحت الآن مطلوبة جدّا وهي مشروبات الطاقة مثل “ريد بول”.
يبدو أنّ المتطوّعين قد اقتنعوا بأنّهم يكرهون الغرب وثقافته، ولكنهم لا يستطيعون التخلّي عن عاداتهم الاستهلاكية التي اكتسبوها من خلاله.
إنّ الحرب الدائرة في تلك المناطق من سوريا تعيّر وجه الاقتصاد المحلي بشكل كبير. ويذكر في المقالة بائع للملابس من مدينة الرقة التي تقع تحت سيطرة داعش، واسمه صالح، أنّ الاقتصاد في تلك المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية يُحرّك الآن فقط من قبل المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيمات. “كل البقية محذوفة”، قال صالح.
وذكر بائع آخر في المقالة أنّ البائعين السوريين المحليين لا يعرفون إطلاقا البضائع التي يطلبها المقاتلون الأجانب. “هذا ترف لا يمكننا تحمّله. ولكن حين يطلبها المقاتلون، فأنا لا أطرح الأسئلة”.
فضلًا عن ذلك، ذُكر في المقالة أنّ الجهاديين مدمنون أيضًا على الهواتف الذكية ولا يستطيعون التخلي عنها. وقال أحد البائعين من منطقة دير الزور قائلا: “إنّ رجال داعش، وخاصة مقاتلي الخليج، مهووسون بالهواتف. في كلّ مرة يخرج طراز جديد، فإنّهم يغيّرون الطراز القديم الذي بحوزتهم ويشترون أحدث طراز”. وقال إنّه تمكّن من استيراد آيفون 6 من أجل توفير طلباتهم.