ليس بوسع مغني الراب تامر نفار أن يأمل باهتمام جماهيري عام أفضل بحفله أمس (الثلاثاء) في مهرجان في حيفا، وذلك بعد أن توجهت وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريغيف، إلى بلدية حيفا مطالبة بمنع عرض حفله. بالإضافة إلى ذلك، دعا ناشطان من حزب الليكود إلى “تفجير” الحفل، وفي أعقاب ذلك اعتُقلا للتحقيق الشرطي. أقيم الحفل أمس كما هو مخطط له، رغم أنف الوزيرة ريغيف، شارك فيه الآلاف من الحضور. بعد يوم من الحفل، أجريت مقابلة مع الرئيس الإسرائيلي قال فيها إنّه فخور بالجمهور الذي جاء ليستمع إلى موسيقى نفار، رغم الخلافات في الرأي.
ورغم الصراع المغطى إعلاميا، يبدو نفار، ابن السابعة والثلاثين، تحديدا في ذروة عمله الفني. فقد صدر هذا العام فيلم “مفرق 48” ببطولته، والمبني على تجاربه بصفته مغني راب عربيا بدأ في مدينة اللد التي وُلد فيها، الواقعة في منطقة تل أبيب. فاز الفيلم بجائزة الموسيقى الأفضل في جوائز الأوسكار الإسرائيلية وبجوائز عالمية.
اعتاد نفار على أن ينظر المجتمع الإسرائيلي إليه نظرة استفزازية. وهو يعرّف نفسه كفلسطيني رغم أنّه يحمل بطاقة هوية إسرائيلية، وحاصل على جوائز من المؤسسة الإسرائيلية التي ينتقدها في أغانيه.
وبصفته “مغني الراب الفلسطيني الأول”، وهو أحد الألقاب التي يفخر بها، إنه يُعتبر مؤسس مشهد الراب بالعربية في الأراضي المقدّسة. لقد بدأ طريقه مع فرقة DAM (تتألف من تامر نفار، أخيه سهيل، ومحمود جريري)، التي تعتبر اليوم إحدى أشهر الفرق وأكثرها تقديرا في مشهد الراب العربي عموما. بالتعاون مع أعضاء فرقة DAM، يقيم نفار في أحيان كثيرة حفلات في أوروبا، ولكن أيضًا في اللد المدينة التي وُلد فيها، في مختلف المدن في أرجاء إسرائيل، وفي أراضي الضفة الغربية. من بين ألبومات الفرقة “ندبك عالقمر” (2012)، و “إهداء” (2006).
إضافة إلى الانتقادات تجاه المجتمع الإسرائيلي اليهودي، كرّس نفار وفرقة “دام” عدة أغان تتطرق إلى مكانة المرأة في المجتمع العربي، مثل الأغنيتين المنفردتين “مين إنت” و “لو ارجع بالزمن”.
إحدى النقاط الأكثر إثارة للاهتمام والأقل شهرة في السيرة المهنية لنفار كانت تعاونه المركّب مع ثنائي مغني الراب الإسرائيليَين الوطنيين “سابليمينال والظل”، اللذين أكثرا من الغناء عن الفخر القومي الإسرائيلي. أثناء الانتفاضة الثانية، واجهت العلاقة بين الموسيقيين وبين نفار عقبات، كانت ذروتها في شجار نُشر إعلاميا في نادي حفلات. فقد حظيت أغنية “مين إرهابي” التي نشرها نفار في تلك الفترة بشعبية هائلة وساعدت في انتشار الفرقة في أرجاء الشرق الأوسط والعالم. قال نفار في المقابلات إنه مهنيا قد تعلم الكثير من سابليمينال ويقدره، رغم الخلافات الحادّة في الآراء السياسية بينهما.