يقول آفي دختر، رئيس الشاباك السابق، نائب كنيست سابق، ويسكن في أشكلون في مقابلة لموقع “المصدر” إنه في الوضع الحالي أيضًا، ورغم أن نائب المكتب السياسي لحماس، موسى أبو مرزوق، يقيم في القاهرة ويعمل كحلقة الوصل بين القاهرة وغزة – فإن المصريين غاضبون على حماس لدرجة أنهم لا يريدون أن يذكروا اسمها. “لقد أعلنوا عنها وعن الإخوان المسلمين، منظمة إرهابية. لو تأملنا اقتراح الاتفاق الذي اقترحته مصر، من ناحيتها، هنالك فتح، إسرائيل وأما حماس فلم يُذكر اسمها”.
إذًا كيف يدير المصريون الأمور مع حماس؟
“عن طريق قنوات غير رسميًة وبواسطة أبي مرزوق الذي يقيم في القاهرة وخالد مشعل المقيم في قطر. عمليًّا، تنبع جولة العنف الحالية بأكملها بناء على حاجة حماس لفتح معبر رفح. إن حماس اليوم مثل غواص تحت الماء وقد شارف الأكسجين في خزّانته على النفاد. وينبغي على أحد أن يُدليَ إليهم أنبوبًا وفيه بعض الهواء. من ناحيتهم، فتح معبر رفح هو المُتنفَّس. يجري الحديث عن نقل البضائع وعبور الناس وبالأساس فهم يحتاجون إلى الأموال. حسب ما أفهم، لقد انطلقوا إلى الجولة الحالية كي يحصلوا على حقائبهم المالية عن طريق رفح”.
لكن هل لديهم سيولة خارج القطاع؟
“نعم. ليست مشكلتهم في الحصول على المال وإنما في نقله بعينِه إلى داخل القطاع. إن لديهم عوائق كثيرة في سيولة المال. رواتب الناس لديهم ذات مرتبة ثانوية . هم يحتاجون قبل كل شيء للمال كي يموّلوا ما يسمى “ميزانية أمنهم”. من يحصل على المال أولا هم أعضاء “الذراع العسكرية” كتائب عز الدين القسام. كل مال يصل أولا لغزة سيذهب إلى النشاطات الإرهابية، صنع القذائف، للذراع العدوانية”.
عمليًّا، لقد ذُهل البنك العربي، الذي كان من المحتمل أن يحوّل لهم المال، لأنهم معرّفون كمنظمة إرهابية في كل العالم. لذلك منذ اللحظة التي لم يوافق فيها البنك العربي على تحويل عشرات ملايين الدولارات، دخلت حماس في ضائقة عسيرة. طبعًا، لا يتوفر المال لدفع رواتب موظفيهم ويغضبون عليهم في القطاع لأن المال غير متوفر”.
إذًا، حسبما تذكر، فإن ما سيرضي حماس ويتيح التغيير السياسي هو فتح معبر رفح؟
“هذا هو طلب حماس الرئيسي وهذا هو ما سيرضيهم أولا. ومن بوسعه أن يمكّنهم من ذلك هم المصريون فقط. وطبعًا، ثمة مصالح للمصريين. لديهم أيضًّا مصلحة إقليمية وهم أيضًا يحاربون الإرهاب بأنفسهم من بلادهم، إرهابِ الإخوان المسلمين ولا يريدون لحماس أن تنفتح باتجاه مصر”.
https://www.youtube.com/watch?v=QS2xqCWjiyg
يحاول البعض منا البحث عن أسباب منطقية، الطريقة لإنهاء هذا-
“السبب المنطقي الوحيد الذي يمكن البحث عنه هو التفكير بطريقتنا، بالطريقة الإسرائيلية، وعندها سنفهم أن كل شيء بالعكس. هذا منطق الإرهاب. على النقيض من الكثير من الإسرائيليين الذين يحاولون إيجاد توافق بين وجود هيئة سياسية وعسكرية، ففي الحقيقة لا فرق. لسنا في وضع يشابه الجهات التي نشطت آنذاك في شمال إيرلندا مع فصل بين النشاط السياسي والمليشيات على الأرض. لدى حماس، حماس السياسي هو العسكري تمامًا. لا عمليةَ سياسية منفصلة عن التوجهات العسكرية. كلها تدور في الفلكِ العسكري الإرهابي”.
كيف يمكن إيقاف جولة إطلاق النار الحالية؟
“يستدعي ذلك اليوم خطوة واحدة تكون استراتيجية واسعة. بعد سنوات من الخطوات التكتيكية، ثلاث منها خلال عدة سنوات- عملية “الرصاص المصبوب”، و “عمود السحاب”، و “الجرف الصامد”- لا خيار إلا اتخاذ خطوة واسعة لتدمير البنى الإرهابية في قطاع غزة، بالضبط مثلما دمرناها في الضفة الغربية في فترة “الجدار الفاصل”.
لكن، تقول الجهات الأمنية الإسرائيلية إنه منذ الجدار الفاصل فإن من يحافظ على الهدوء في الضفة هو أبو مازن
“الجدار الفاصل ولجم الإرهاب في الضفة الغربية هما ما جعلا أبا مازن يترشح سنة 2004 في الانتخابات، وينجح. لو لم نقم بالخطوة الحاسمة هنالك سنة 2002 وخفض مستوى الإرهاب، لكان هناك شك في أن يُنتخب أبو مازن أساسًا. يتطلب علاج الوضع في غزة سنة أو سنتين وليس شهرًا وشهرين. لا مجال لإنهاء الجولة الحالية بإجراء تكتيكي لوقف إطلاق النار الذي قد يُكرر مرة أخرى ما يحصل في الجنوب”.
أنت تلاحظ نشاط حماس على شبكات التواصل الاجتماعية؟ هل في ذلك شيء سوى هدنة سخيفة؟
“برأيي أنهم لم يفهموا أن هذه ملاحظات تهكمية، وأنه تتم السخرية منهم. لكن في الحقيقة، لا يُدار الصراع ضدّ الإرهاب في شبكات التواصل الاجتماعية. يصنع الجهاد وحماس الإرهاب على أرض الواقع وليست هناك علاقة منطقية لذلك بالنشاط على الإنترنت والعلاقات مع الجمهور”.
من أين جاءت فكرة محاولة ردع الجمهور الإسرائيلي بهذا الأسلوب؟
“إن النموذج التي تحتذيه حماس في غزة هو حزب الله في لبنان، ويستقي حزب الله أسلوب عمله وأنشطته من الإيرانيين. حماة الثورة الإيرانية هم دليلهم الذي به يسترشدون. لقد رأى جميعهم كيف تصرف حزب الله في حرب لبنان الثانية وبعد ذلك كيف يستخدم الإيرانيون الشبكات الاجتماعية في السنوات الأخيرة- ويتعلمون”.
كيف يعرف نشطاء حماس في غزة العبرية بهذا المستوى؟
“كل من غرد وكل من يتحدث باسمهم بالعبرية هم أناس كانوا في السجون الإسرائيلية لسنوات عديدة. الرجل الذي يمتلك حساب تويتر لحماس، من المرجح أنه سجين سابق. لقد كان السجن الإسرائيلي غرفة استوديو لهم. هكذا لدى كل الفلسطينيين، المرتبطين اليوم بالإرهاب ويتحدثون العبرية جيّدًا”.
هل أنت على اتصال مع أناس من غزة؟
أعرف أناسًا كثيرين. هنالك أناس أتحدث معهم. في هذه الأيام، أنا على اتصال مع غزيين لكن ليس حتمًا من الساكنين في غزة، لكن من خارجها. من يتواجد في قطاع غزة يعرف أن حماس تفحص الأمر ولن ترحمه”.