لم يعد يُخفى على سكان قطاع غزة، أن حماس تستغل فتح معبر رفح، ليس فقط من قبل متنفذيها بدفع الأموال مقابل السماح لبعض المسافرين بوضعهم على مقدمة الكشوفات للسفر، بل تعمل على السماح لنشطائها بالخروج كحالات إنسانية للسفر إلى الخارج.
أحد المظاهر التي لوحظت في غزة، خروج عدد كبير من نشطاء حماس لاستكمال دراستهم في ماليزيا وتركيا، من خلال منحٍ تقدمها تلك الدول للحركة، التي تحكم سيطرتها على القطاع.
فقد خرج المئات من عناصر حماس في السنوات الأربعة الأخيرة، من غزة للدراسة في تركيا وماليزيا، وعدد قليل منهم عاد، فيما بقي الآخرون يتلقون تعليمهم هناك، وبعضهم يتدرج في العمل التنظيمي بالمكاتب الناشطة للحركة، ويغادرون من ماليزيا وتركيا إلى الدوحة وبيروت، لتلقي دورات تدريبية تنظيمية خاصة بحماس.
وكان خالد مشعل، خلال زيارته الأخيرة لماليزيا، قد التقى مع أكثر من 150 ناشطا من حماس يتلقون تعليمهم المختلف هناك، وتحدث معهم بالعديد من القضايا التنظيمية، قبل أن ينظم لقاء مفتوح مع جميع الطلبة الفلسطينيين، والماليزيين في إحدى الجامعات.
ومن بين من غادروا قطاع غزة، المتحدث باسم حكومة حماس، إيهاب الغصين، الذي خرج للعلاج في تركيا وثم ذهب إلى قطر. ولا زال هناك يتنقل بين البلدين، بالإضافة إلى مسؤول جهاز الإعلام في وزارة الداخلية، إبراهيم صلاح، الذي خرج واستقر في قطر، وأصبح مديرا لمكتب موسى أبو مرزوق ويواصل دراسته حيث يتنقل أحيانا إلى تركيا للدراسة.
وانتقد الصحفي في ال “مونيتور”، من غزة، محمد عثمان، ما يجري، وكتب على صفحته في “فيسبوك”: “حاجة لاحظتها.. وتحملوني فيها! .. حركة حماس، بتقول للناس في البلد تحمّلوا واصبروا وووو غيره كتير من العبر.. لكن تعالوا شووفوا مين بيطلع للمنح والماجستير برا البلد لما يفتح المعبر.. المنتمين لحماس! وفعليا هم اللي قادرين يطلعوا! ..وفي منهم كتير ما بيرجعوا.. كتيرررررا! ..طيب ليش؟ كيف؟ وين؟؟ بطّلت فاهم اشي انا”.
ولاقى ما كتبه عثمان الكثير من ردود الأفعال، كانت إحداها من صحفية في “صوت الشعب” التابع للجبهة الشعبية بغزة، سهير الخراز، التي كتبت معلقة على عثمان: “الشعب بنظرهم بالزبط زي حجار الشطرنج بينصف للمصلحه .. الدور الباقي عاللي نايم ومش فاهم لا ومضحوك عليه خخخخ”.
وأجمع غالبية المعلقين على ما كتب عثمان على أن الواسطة والمنح الدراسية التي تمنح للفلسطينيين في غزة باسم “السكان” تذهب لصالح نشطاء حماس فقط.