استعرضت صحيفة الغارديان البريطانية اليوم بعضًا من الشهادات المُروّعة من المدينة السورية “مضايا”؛ الواقعة على الحدود اللبنانية. يصرخ سكان المدينة قائلين إنهم يتضورون جوعًا نتيجة الحصار الطويل الذي فرضته القوات الموالية لبشار الأسد؛ على المدينة. ويقتات سكان المدينة، بغياب الطعام، أوراق الأشجار، الأعشاب والورود، وفي الحالات الصعبة يأكلون حيواناتهم الأليفة. قال شاهد من المدينة إنه رأى بأُم عينه كيف قام أحد جيرانه بذبح قطته ليأكلها.
30,000 إنسان مُحاصر في المدينة منذ الصيف الأخير. بلغت الأسعار في السوق السوداء ارتفاعًا غير معقول، بينما وصل سعر كيلوغرام من الأرز إلى 250 دولارًا، وكذلك الأمر بالنسبة لأسعار البرغل، السُكر، والعدس. قال أحد سكان المدينة، المدعو لؤي، إن سكان المدينة يموتون “بإيقاع بطيء”.
وتُحاول جهات أُممية، وفق ما جاء في التقرير، القيام بعملية تبادل السكان بين قوات النظام وقوات المُعارضة، الأمر الذي من شأنه إنقاذ الكثير من مواطني مضايا. إلى هذا الحين، لقد نقلت قوافل المؤن التي دخلت إلى مدينتَي مضايا والزبداني مؤنًا نفذت في أيام معدودة.
وباتت الأخشاب الخاصة بالتدفئة نادرة جدًا أيضًا وذلك على ضوء الأجواء الباردة جدًا حيث إن قناصي جيش النظام يتصيدون الأشخاص الذين يخرجون للبحث عن حطب التدفئة عند أطراف المدينة. مات ما لا يقل عن 12 شخصًا، وفقًا للتقرير، أثناء خروجهم للبحث عن حطب للتدفئة.
وأضاف لؤي قائلاً: “نحن ما عدنا نستنجد طلبًا للعون. استنجدنا كثيرًا ولم يُغثنا أحد. نُريد أن نسأل أصحاب القرار، لو كان من يموت أمامكم هم أطفالكم كيف كنتم ستتعاملون مع العالم الذي خذلكم؟”.