اتهمت مصادر فلسطينية رفيعة، تحدثت لـ “المصدر”، الحكومة الاسرائيلية أنها هي من تقف خلف إثارة الشائعات في الساعات الأخيرة حول الوضع الصحي للرئيس الفلسطيني، محمود عباس. وتقول المصادر إن هذه الشائعات دفعت بالفريق المحيط بالرئيس لأن يتخذ قرار اليوم بضرورة ظهور الرئيس في بيت لحم والحديث عن مجمل الأوضاع الفلسطينية.
وذلك مع ما يعتبره مقربو عباس حملة داخلية فلسطينية من بعض الرموز في فتح بالإضافة إلى حملة خارجية تشارك فيها أوساط في حماس والحكومة الإسرائيلية لإعادة اظهار الرئيس وكأنه لم يعد ذي صلة بالوضع الفلسطيني وتطوراته وكثرة الحديث عن مخاوف من فراغ سياسي في حال غياب الرئيس، اما بسبب اسقالته أو بسبب وضعه الصحي.
واعتبرت المصادر أن زيادة الانتقادات الداخلية الموجهة للرئيس الفلسطيني هي جزء من حملة مبرمجة فلسطينياً وعربياً للضغط على الرئيس اما لإجراء تغييرات جوهرية في اليات عمل السلطة وفي سياساتها، وكذلك في القيادة سواء فيما يتعلق بالمؤتمر السابع لحركة فتح أو على مستوى السلطة ومنظمة التحرير.
وقالت مصادر إسرائيلية لموقع “المصدر” إن ادعاءات الفلسطينيين بعيدة عن الواقع وناتجة عن دوافع داخلية وإن إسرائيل ليست لديها مصلحة في إضعاف أبو مازن، ولا سيما، على خلفية الوضع الأمني المتوتر.
وفي حديثه بعد ظهر اليوم سيحاول الرئيس الإجابة على هذه المخاوف التي يتم طرحها ومن المتوقع أن يمنح رؤيته للمستقبل وسط ترجيحات بأن يقوم الرئيس بالإعلان ربما عن نائب رئيس وهو أمر طُلب منه في السابق لكن دستوريته لا زالت موضع خلاف ونقاش. بطبيعة الحال هوية النائب، اذا صحت هذه التكهنات ستثير هي الأخرى موجة من الردود.
ويستدل من حديث مع دبلوماسيين عرب وغربيين تحدث معهم “المصدر” أن اسم رئيس الوزراء السابق، سلام فياض، عاد وبقوة الى بورصة الأسماء المرجحة لخلافة السلطة الفلسطينية في حال شغور منصب الرئاسة مستقبلا للأسباب التي ذكرت اعلاه. وأكدت مصادر فلسطينية أنه وفي اتصالات ولقاءات مع جهات عربية ودولية أمريكية وأوروبية تم تناول احتمال عودة فياض الى مقدمة الساحة السياسية الفلسطينية وتحديدا الى رئاسة السلطة وما التوقعات بالنسبة لردود الفعل الفلسطينية وتحديدا عند حركتي حماس وفتح.
ورجحت المصادر أن فتح قد تتعايش مع فياض كرئيس للسلطة اذا ما تم احترام مصالحها وكوادرها العاملة في السلطة واذا ما رُفق الأمر بإعادة تفعيل منظمة التحرير بقيادة فتح.
وأشارت المصادر أن حماس رغم خلافها الماضي مع فياض ستجد الطرق للتعايش معه سياسيا، مشيرة الى أن حماس سمحت مؤخرا لفياض بزيارة القطاع ومتابعة مشاريع تقوم بها الجمعية التي يرأسها، وأنه في حال اصطفاف فلسطيني وعربي ودولي خلفه، وهو الأمر الذي لا يتمتع به حاليا الرئيس عباس، لن يكون أمام حماس خيار سوى التعاطي الإيجابي مع الموضوع.
في هذا السياق تترقب حماس التطورات المتعلقة بالرئيس عباس لتحديد موقفها من قضية اعادة مفاتيح السيطرة على معابر القطاع الى السلطة الفلسطينية وسط رغبة الحركة بالحفاظ على امكانيتها في تسليح جناحها العسكري.