روت المصابة الإسرائيلية، سارة فيتوري، التي نتجت من القتل في عملية إطلاق النار التي نفذها الفلسطيني أشرف نعالوة من قرية الشويكة، في مصنع في المنطقة الصناعية الإسرائيلية “بركان” في الضفة الغربية، للإعلام الإسرائيلي حيثيات العملية الشنيعة وكيف أن عاملا فلسطينيا في المصنع هو من قدم لها الإسعاف.
ووصفت الجريحة للإعلام وهي في المستشفى تتلقى العلاج اللحظات الرهيبة التي مرت عليها بعد أن أطلق نعالوة النار عليها وأصابها في بطنها، “أول من ركض ليسعفني بعد أن سقطت أرضا كان باسل، عامل فلسطيني في المصنع”. وأضافت: “باسل تصرف بشجاعة وأنقذ حياتي”.
وراحت تسترجع اللحظات الحرجة: “كنت شبه واعية بعد أن اخترقت طلقة بطني. ركض باسل صوبي وجرني لنختبئ تحت الطاولة وهدأني طوال الوقت وهو يقول: “حبيبتي حبيبتي”، وراح يضغط بورقة على جرحي الذي كان ينزف ليوقف النزيف. لقد مسح وجهي وحاول إبقائي في الوعي حتى تصل قوات الإسعاف”.
وقالت إنها طلبت الماء من باسل لشعورها بالعطش الشديد وهي تنزف، لكنه قال لها ممنوع تناول الماء، و “كان محقا لأن الأطباء لم يقدموا لي الماء في المستشفى كذلك” أضافت. وقالت إن باسل اتصل بها ليطمئن على حالها وتأسف على ما جرى.
وشكرت فيتوري الحظ لأنها بقيت على قيد الحياة بعد أن اتضح أن الرصاصة دخلت جسمها وخرجت دون إلحاق الضرر بأعضاء حيوية. وأضافت “أشعر بألم شديد على أصدقائي الذين ماتوا. منفذ العملية وقف أمامي وأطلق النار صوبي. فركضت نحو المكتب، واختبأت تحت طاولة. وضعت يدي على مكان الجرح وشاهدت الدم يسيل، وكل ما خطر في بالي هو أن أواصل التنفس. عندها سمعت خمس طلقات. رأيت أنه عاد إلى المكتب حيث كنت، شاهدت بنطاله ال “جينز” والحذاء الرياضي الذي لبسه وبعد ثانية اختفى وعم الصمت في المكان”.
وقالت الإسرائيلية إنها ستشكر باسل بصورة شخصية وأشارت إلى أهمية اللقاء معه قائلة إن التعميم سيء، لا يمكن أن نقول إن “كل الفلسطينيون نفس الشيء” فهناك من ساعدني وهناك من اتصل ليسأل عن صحتي وتأسف على ما جرى. وأضافت أنها عملت مع فلسطينيين لسنوات طويلة ورأت دائما أنهم أناس محترمون وجديون.