بعد تدنيس المقبرة اليهودية في مدينة سانت لويس في الولايات المتحدة في نهاية الأسبوع الماضي، تم فيها تدنيس أكثر من 150 شاهد قبر، افتتح ناشطان مسلمان أمريكيان حملة لتجنيد التبرّعات من أجل إصلاح الضرر الكبير الذي حدث للمقبرة.
ولم تعلن شرطة الولايات المتحدة حتى الآن إذا كانت تحقق حوق قضية تدمير شواهد القبور كجريمة كراهية أو عمل معادٍ للسامية. ومع ذلك، ذُكر بأنّ المحققين، الذين يفحصون الكاميرات الأمنية في المنطقة، يعتقدون أنّ منظمة ما هي التي تقف خلف العمل، وأنّه ليس من صنع شخص واحد. جرى التحقيق في الموضوع على خلفية ارتفاع سُجّل في الحوادث المعادية للسامية في أرجاء الولايات المتحدة في الأسابيع الماضية، بموازاة عشرات الإنذارات عن قنابل في مراكز اجتماعية يهودية في البلاد.
https://www.facebook.com/fusionmedianetwork/videos/1821435407882429/
وعلى خلفية الأحداث القاسية وارتفاع معاداة السامية في الولايات المتحدة علّق أمس الرئيس المنتخَب، دونالد ترامب على الأحداث الأخيرة وقال في مقابلة مع شبكة MSNBC إنّ “معاداة السامية هي أمر فظيع ويجب أن تتوقف”.
في الوقت عينه حظيت مبادرة ناشطين أمريكيين مسلمين باهتمام إعلامي واسع، بعد أن أسس كلاهما حملة تجنيد أموال جماعية في الإنترنت بهدف جمع مبلغ 56905 دولار لإعادة إعمار المقبرة.

“نأمل بواسطة هذه الحملة أن نرسل رسالة موحّدة من الجاليتين اليهودية والمسلمة مفادها أن لا مكان لهذا النوع من الكراهية، التدنيس، والعنف في أمريكا”، هكذا كُتب في موقع جمع التبرّعات. “نحن نصلّي كي يُعيد ذلك شعور الأمن والسلام للجالية اليهودية-الأمريكية، والتي لا شك صُدمت من الحادثة”.
قال طارق المسعدي (Tarek Al Messidi)، الذي أسس الحملة مع ناشطة اجتماعية أخرى من أصول فلسطينية، وهي ليندا صرصور (Linda Sarsour)، عندما رأى الأخبار عن تدنيس المقبرة تذكّر قصة عن نبي الإسلام محمد، الذي توقف باحترام عند مرور جنازة يهودي بجانبه وعندما سأله أصحابه لماذا فعل ذلك، قال: “أليست روحا بشرية؟”.
منذ الانتخابات في تشرين الثاني ارتفع عدد حوادث الإجرام والكراهية ضدّ الجاليتين اليهودية والمسلمة في الولايات المتحدة وتركّزت بشكل أساسي ضدّ المؤسسات الدينية والشخصيات العامة المسلمة أو اليهودية. “إنها تجربة مشتركة تربط بين الجاليتين”، كما قال المسعدي، في مقابلة مع وسائل الإعلام الأمريكية.