تعرفوا إلى أنيت خاسكية، عربية مسلمة قاطنة في شمال إسرائيل وابنة مدينة عكا، التي يخدم ابنها حسام الآن في صفوف وحدة جولاني في قطاع غزة. موقف أنيت، الذي يجمع بين الوطنية الإسرائيلية والاستنكار بلا هوادة لكل أنواع العنصرية، هما مشهد نادر في المشهد القتالي الإسرائيلي.
“ليس سهلا أن تكوني أنيت خاسكية”، كتبت لأصدقائها في الفيس بوك مع بداية حملة “الجرف الصامد” في قطاع غزة، وأوضحت: “حين يسود الحرب أجواء رمضان”. لقد حظيت أقوالها هذه بردود فعل تشجيعية من أصدقائها- يهودًا وعربًا على سواء- الذين عبّروا لها عن تعاطفهم وتشجيعهم.
“حسام الآن في غزة، يقاتل هناك، يحافظ علينا وعلى كل شعب إسرائيل، اليهود، المسيحيين، الدروز، على الكلّ”، قالت خاسكية هذا الأسبوع في مقابلة مع القناة الإسرائيلية العاشرة. كما تقول، “الحرب ليست بين عرب ويهود، الحرب ضدّ منظمة إرهابية. آن الأوان لقتالها، ولا يمكن الاستمرار في الحياة هكذا إذ يطلقون علينا صواريخَ كل اثنين وخميس”.
اشتهرت أنيت قبل سنتين في إسرائيل بعد أن أعربت عن تأييدها القطعي لتجنّد المواطنين العرب للجيش الإسرائيلي. عدا عن ابنها حسام الذي يقاتل الآن في غزة، كذلك خدم ابنها البكر وابنتها خدمة عسكرية كاملة. “العرب في الدولة هم أولا مواطنو الدولة، سكانها. لذا، من بين واجباتهم، عليهم التجنّد للجيش أو الخدمة الوطنية”، هكذا أوضحت في مقابلة لها قبل سنتين.
تظهر وطنية أنيت فيما تظهر بإعجابها بشخصية أريئيل شارون، وكتبت عنه سابقًا “أحببته دائما وقدّرته، أذكر أنني انبَرَيْتُ في حرب لبنان الأولى في مذبحة صبرا وشاتيلا للدفاع عنه، وأقصِيتُ عن التعليم، وتلقيت من أبي ضربات، رحمه الله”.
لكن، من يظن أن تأييد إسرائيل معناه أيضًا الموافقة على المواقف العنصرية فهو مخطئ تمامًا. مرة بعد أخرى توضح أنيت خاسكية أنها تعارض العنصرية بكل صورها، وخاصة تجاه العرب. عندما تبيّن أمرُ مقتل الفتى محمد أبو خضير من القدس، قالت أنيت: “كم أحزنني سماع ذلك، لقد ألمّ بي حزن شديد. أنا محبطة ومستاءة، لا أوافق على قتل الأبرياء”.
أضافت أنيت هذا الأسبوع في مقابلة أجرتها: “الأصوات العنصرية التي تسمع في الشبكة مؤلمة، أظن أنه يجب تغيير شعار “الموت للعرب”، بحيث يصبح “الموت للمخربين”، أو الموت لكل من يضر بنا أو يضر بأمن الدولة. أما القول “الموت للعرب” فهذا لا يحل أيةمشكلة”.