أجرى المعهد الإسرائيلي للديمقراطية مؤخرا بحثا مستفيضا حول العلاقة بين المواطنين اليهود والعرب في إسرائيل. ووفقا لمعدّي البحث، ومن بينهم باحثون يهود وعرب، فإن هدف البحث هو معرفة ما هو رأي المواطنين الإسرائيليين في حياتهم وفي العلاقة بين المجموعتين. وفحص الباحثون كيف يعرّف المواطنون العرب في إسرائيل أنفسهم، ومدى استعداد المجموعتين لإنشاء تقارب بينهما.
77% من العرب عارضوا الفصل بينهم وبين اليهود حتى لو كان بهدف الحفاظ على هويتهم العربية
وقد أجري الاستطلاع في شهري كانون الثاني وشباط من هذا العام، 2017. وكانت العينة تمثيلية تضمنت 1000 مشارك في سن 18 عاما وأكثر من كلا الشريحتين السكانيتين، من بينهم 500 يهودي و 500 عربي. كان كل المشترِكين في الاستطلاع مواطنين إسرائيليين، لهذا فإن نتائج الاستطلاع ليست ذات صلة بالفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة.
في المقابلات عُرِض على المشاركين العرب الهويات الرئيسية التالية: عربي، دين (مسلم، مسيحي، أو درزي)، فلسطيني، وإسرائيلي. في استطلاع سابق أجري في عام 2008، أجاب 24% من العرب في إسرائيل بأن الهوية الفلسطينية هي هويتهم الرئيسية، في حين قال %14 فقط ذلك في استطلاع حديث. وقال %10 فقط، إن هويتهم الرئيسية هي الهوية الإسرائيلية. وأجاب معظم العرب، 39%، موضحين أن الهوية العربية هي هويتهم الرئيسية. كانت النتيجة التي خلصت إلى أن معظم العرب الذين أجريت معهم مقابلات لم يؤكدوا على الهوية الفلسطينية باعتبارها العنصر الرئيسي في هويتهم مثيرة للدهشة نظرا لأن السياسيين والمفكّرين العرب في إسرائيل يؤكدون على أنها الأهم في هويتهم الجماعية.
بالإضافة إلى ذلك، قال %54 من المواطنين العرب إنهم يشعرون بأنهم جزء من المجتمع الإسرائيلي إلى حد كبير أو كبير جدا، وقال %13 فقط إنهم لا يشعرون بأنهم جزء من المجتمع الإسرائيلي أبدا. 65% من العرب قالوا إنهم يشعرون بالفخر عندما تحقق إسرائيل إنجازا هاما، مثل الرياضة أو العلم.
يفضل العرب العيش مع اليهود دون التخلي عن هويتهم الخاصة
من أكثر الفوارق المثيرة للدهشة بين المستطلعة آراؤهم اليهود والعرب هو السؤال إذا كان من الأفضل أن يعيش اليهود والعرب في الدولة بشكل منفصل من أجل الحفاظ على الهوية الخاصة بكل مجموعة. 77% من العرب عارضوا الفصل بينهم وبين اليهود حتى لو كان بهدف الحفاظ على هويتهم العربية.
81% من العرب قالوا أيضا إنهم يدعمون انضام الأحزاب العربية إلى الحكومة، وتعيين العرب الإسرائيليين في مناصب وزارية. وافق معظم الجمهور العربي واليهودي على أن على جميع المدارس في إسرائيل أن تدرّس وجهات نظر كل من اليهود والعرب حول تاريخ الصراع بينهما.
على الرغم من الخلافات حول القضايا السياسية، ففي الواقع، تسير الحياة المشتركة بشكل جيد إلى حد ما، وفقا لنتائج الاستطلاع. قال أكثر من %95 من العرب الذين يعملون في أماكن عمل مختلطة مع اليهود إن هناك علاقة جيدة بين اليهود والعرب في مكان عملهم. 90% من اليهود الذين يعملون في أماكن عمل مختلطة مع العرب وافقوا على أن هناك علاقات جيدة مع العمال العرب في مكان عملهم. بالإضافة إلى ذلك، قال %75 من العرب أنه يجوز لهم الدخول إلى البلدات اليهودية، مقابل %40 من اليهود الذين قالوا إنه يحظر عليهم دخول البلدات العربية، وتحاول النساء اليهوديات تحديدا تجنب ذلك. 70% من العرب قالوا إنه عندما يكونون في مكان عام بالقرب من اليهود، يشعرون بالراحة عند التحدث باللغة العربية.
هل من الممكن أن يكون المواطن فلسطينيا ومخلصا في دولة إسرائيل؟
سأل مجرو الاستطلاع الاسرائيليين: “هل تعتقد أنه من الممكن أن يكون المواطن العربي الإسرائيلي الذي يشعر بأنه جزء من الشعب الفلسطيني مواطنا مخلصا لدولة إسرائيل أيضا أم لا؟”. 68% من الإسرائيليين أجابوا بأنهم يعتقدون أن هذا الدمج غير ممكن.
اعتقدت نسبة عالية (34%) من الإسرائيليين الذين خدموا في الجيش، أن المواطن العربي الإسرائيلي الذي يعرّف نفسه كفلسطيني يمكن أن يكون مخلصا لدولة إسرائيل أيضا. في المُقابل، يعتقد عدد أقل من الإسرائيليين الذين لم يخدموا في الجيش أن هذا ممكن. هذه المعطيات مثيرة للاهتمام، لأنه غالبا هناك ادعاء أن الخدمة العسكرية تشكل عاملا عسکريا هاما وتمثل عدم صبر المواطنين اليهود تجاه الأقلية العربية. ينسب مجرو الاستطلاع هذه النتيجة إلى أن معظم اليهود الذين يخدمون في الجيش هم علمانيون، وأن معظم العلمانيين الإسرائيليين لديهم آراء سياسية يسارية تدعم المفاوضات واتفاق السلام.