من المتوقع أن يُعقد لقاء استثنائي، اليوم في واشنطن، بين مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية وأمين سر بنيامين نتنياهو، دوري غولد، وبين مسؤول سعودي، اللواء المتقاعد أنور العشقي، هذا ما نشرته صباح اليوم صحيفة “إسرائيل اليوم”.
يُتوقع أن يُعقد اللقاء بين الجانبين، والذي تم التخطيط له منذ مدة طويلة، في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن وفي إطار حدث يُتوقع فيه من كليهما أخذ دور هام في “الحديث عن المصالح المُشتركة في مواجهة النووي الإيراني”.
إن التعاون بين هاتين الشخصيتين معروف منذ سنين وهو أمر مُثير للفضول، على ضوء حقيقة أن إسرائيل والمملكة العربية السعودية موجودتان في جبهة واحدة ضد مشروع النووي الإيراني.
تداول الإثنان، خلال العام، إمكانيات التعاون المُمكنة بين الدولتين وعن دور السعودية بإيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
معروف أن غولد هو أمين سر نتنياهو، منذ عام 2013، وهو بمثابة مستشار سياسي لرئيس الحكومة الإسرائيلية. يُعتبر غولد أحد مستشاري نتنياهو المُقربين، في مجال السياسة الخارجية، منذ عقدين. تم تعيينه، من قبل إسرائيل، سفيرًا لإسرائيل في الأمم المُتحدة في فترة ولاية نتنياهو الأولى كرئيس للحكومة، بين عاميّ 1999 – 1997. تم لاحقًا تعيينه رئيسًا لـ “مركز القدس لشؤون المواطنين والدولة”، وهو معهد أبحاث مُختص بالقضايا الاستراتيجية. عمل غولد أيضًا مُستشارًا لرئيس الحكومة أرئيل شارون بين عاميّ 2001 – 2003، وكان على صلة بين إسرائيل والولايات المُتحدة فيما يخص مسألة “خارطة الطريق”.
المسؤول السعودي أيضًا، د. العشقي، كان مُستشار وأمين سر الملك فيصل المرحوم، ورافقه في لقاءات قمة عالمية ومؤتمرات كثيرة. أسس عام 1988 مركز الدراسات الاستراتيجية والقانونية في الشرق الأوسط. يُعتبر د. العشقي مُحللاً مُستحبًا ويُمثل المملكة العربية السعودية في لقاءات أكاديمية مُختلفة.
تاريخ التعاون بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية
تحدث غولد، في واحدة من مقالاته، عن تاريخ حالات التعاون بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، حتى إن لم يكن ذلك رسميًّا، وحتى بطرق غير مُباشرة وذلك على الرغم من العداء بين الدولتين.
نجحت إسرائيل، في التسعينيات، بتحقيق نجاحات سياسية في الخليج العربي، التي تمثلت بفتح ممثلات اقتصادية لها في قطر وفي عُمان، غير أنه لم تكن هناك خطوة مماثلة فيما يخص السعودية. ربما شارك سفير السعودية في الولايات المُتحدة، الأمير بندر بن سلطان، كمراقب في مؤتمر مدريد عام 1991، وأخذ السعوديون دورًا في المفاوضات، مُتعددة الأطراف، التي بدأت في موسكو، إنما لم تكن هناك علاقات مكشوفة بين إسرائيل والسعودية، ولم تتم أبدًا دعوة ممثليات إسرائيلية لمناسبات دبلوماسية على الأراضي السعودية.
وربما اعتمدت السعودية في الماضي نهجًا براغماتيًا، الأمر الذي كان يهدف إلى خدمة مصالحها العامة. وضع ذلك الواقع، في بعض الأحيان، إسرائيل والسعودية على جانب واحد من المتراس، عندما كان على الدولتين مواجهة دول ذات طابع توسعي في الشرق الأوسط.
كتب غولد، على سبيل المثال، في أحد مقالاته على صحيفة “إسرائيل اليوم”: “فتحت حرب اليمن عام 1962 المجال لمصالح مُشتركة. دعمت مصر، برئاسة جمال عبد الناصر، الانقلاب العسكري ضد حكم إمام اليمن، عندما قامت القوات الموالية له بشن حرب عصابات ضد الحكم الجديد في اليمن. كان السعوديون يدعمون الإمام ووفروا لقواته ملاذًا آمنًا على أراضيهم. أرسل جمال عبد الناصر قوة حربية، كان تعدادها أكثر من 60 ألف جندي، وهاجم سلاح الجو المصري أهداف في المدن السعودية، بالقرب من الحدود اليمنية. وبعد ذلك، في حزيران 1963، تم إنشاء حركة في الأردن بدعم مصري نادت بإسقاط الملك حسين. أرادت مصر تغيير الأنظمة العربية الملكية بأنظمة جمهورية بقيادة ضباط جيش سابقين.
توجهت السعودية إلى إسرائيل من أجل الحصول على مساعدة بهدف مساعدة قوات الإمام في اليمن. تمت إدارة العملية تحت إشراف رئيس المخابرات السعودي، كمال أدهم، وقامت خلال تلك العملية طائرات نقل إسرائيلية بتوصيل الدعم لقوات الإمام بين عامي 1964 – 1966.
في عام 1970، أي بعد ثلاث سنوات من هزيمة الجيش المصري في حرب الأيام الستة، انسحبت القوات المصرية من اليمن. في تلك الفترة نمت سياسة الـ “ريال بوليتيك” السعودية على النفور الأيديولوجي المتمثل بوجود دولة إسرائيل”.