في ظل تذمر الشبان الإسرائيليين من غلاء المعيشة، ونقص إمكانية شراء منزل بسعر مقبول، من المثير للدهشة معرفة أن الكثير من العرسان يختارون تبذير أموال كثيرة، تصل إلى مئات آلاف الدولارات، لإجراء حفلات العرس.
تقول منظمة أعراس معروفة في تل أبيب، إن الصرعة “الجديدة” هي إجراء حفل فريد من نوعه، لم يشاهده المدعوون سابقا. “إذا كان العرس في الماضي احتفالا يعرف الجميع ماذا يتضمن: وجبة، ورقصا فقط، فاليوم يرغب كل شخص بإثارة دهشة المدعوين وأن يكون الاحتفال مميزا. هناك من يدعو كل الأصدقاء لحفل زفاف في جزيرة قبرصية، يجري حفلات كبيرة حتى ساعات الصباح الباكرة، وهناك من يختار إجراء حفل الزفاف في المنزل”.
في مقطع فيديو بثته القناة العاشرة مؤخرا، يظهر أزواج على وشك الزواج يشاركون في مقابلات. دُهشت مجرية المقابلة عندما عرفت أن المواطنين في تل أبيب يتزوجون في سن متأخرة، ويركزون على سيرتهم الذاتية، وخوض تجارب أخرى في الحياة، بالمقابل، لاحظت أن المواطنين في مناطق الضواحي تقليديون أكثر، شبان تحديدًا يسعون للزواج سريعا: “أعتقد أن هذا أصبح في الموضة”، قالت إحدى الشابات المشاركات في المقابلات: “من المهم أن يتزوج الإنسان في سن مبكرة، لئلا يظل أعزب. بطبيعة الحال، الشبان يفكرون أقل في تبذير المال، ويميلون أكثر إلى نيل إعجاب الأصدقاء، وتبني صرعات عابرة، ما يؤدي إلى إجراء حفلات زفاف جنونية.
مثلا، يصل العرسان إلى قاعة الاحتفالات بسيارة ليموزين وبحوزتهم كأس شامبانيا. تبدل العروس ملابس العرس في السهرة مرتين حتى أربع مرات: فستان للاحتفال الديني، فستان للرقص، وفستان ترتديه حتى نهاية السهرة. تبحث كل عروس عن خبراء المكياج الأكثر شهرة في الإنستجرام، ومصممي الشعر الأغلى ثمنا، وتتغير تسريحة شعرها ومكياجها مع تغيير كل فستان. يتضح أحيانا أن العروس تكون مشغولة معظم الوقت في غرفة جانبية تحضيرا للعرض القادم، إذ تغير تسريحتها ومكياجها.
أما بالنسبة للطعام، إذا كانت الوجبات ثابتة في الماضي في المناسبات، فاليوم مع تطور فن الطهي، وطبعا الإنستجرام، يفكر الجميع كيف يساعدون المدعوّين على توثيق الاحتفالات المميزة. مثلا، إحدى الوجبات الشعبية هي كعكات لوز صغيرة محشوة بكبدة الأوز. هناك صرعة أخرى – خبز محشو مكتوب عليه أسماء العروسين. وهناك من يستدعي طاهيا خبيرا يحضر الوجبات في مطبخ مفتوح أمام أعين المدعوين.
أما بالنسبة لعدد المدعوين، فيصل عددهم في تل أبيب إلى نحو 200 مدعو، أما في منطقة الجنوب أو الشمال، فيصل عددهم إلى 1000 مدعو وذلك لأن العائلات أكبر، والعلاقات الاجتماعية أكثر.
قال شخص تعكس مراسم العرس ليس شخصيتك فحسب، بل ما تريد أن يفكر فيه الآخرون عنك. أوضحت باحثة ظاهرة العروس “المتوترة” (برايدزيلا) – العروس التي تصاب بالجنون من كثرة الاهتمام بالعرس والاستعداد له، وتفرض رأيها على الجميع. فوفق ادعائها، تأتي هذه الظاهرة تعويضا للفتيات المحبطات غالبا، فعندما يجرين احتفالا يسعين إلى السيطرة عليه.