يثور غضب المجتمع العربي في إسرائيل في هذه الأيام بسبب قصة علي مواسي، وهو مدرّس في المدرسة الثانوية “ابن سينا” في باقة الغربية، والذي تم تعليق عمله وستُعقد له جلسة استماع قبل الإقالة، وذلك لأنه اختار عرض الفيلم الفلسطيني “عمر” على تلاميذه، للمخرج هاني أبو أسعد، والذي كان مرشّحا للأوسكار عن فئة “أفضل فيلم غريب”.
قرّر مواسي، الذي عمل أيضًا مركّز الثقافة في المدرسة، عرض الفيلم على تلاميذ الصف العاشر والحادي عشر في المدرسة في أيام دراسية لم يتم فيها التعليم بسبب الإضراب. رغم أنّ الفيلم قد عُرض كاملا في مركز جماهيري بلدي قبل فترة قصيرة من ذلك، قرر مواسي فرض رقابة على مشهدين من داخله لم يكونا مناسبين لعرضهما على التلاميذ.
ومع ذلك، وفقا لما نُشر صباح اليوم في صحيفة “هآرتس”، بعد أسبوعين من ذلك العرض على التلاميذ، فوجئ مواسي عندما دخل مواطنان من سكان المدينة المعروفان في الأوساط السلفية إلى غرفة المعلّمين في المدرسة وهدّداه وهما يصرخان بل وحاولا إيذاءه. وفي يوم السبت الماضي بادرت جهات متدينة في المدينة إلى عقد اجتماع، دعوا فيه إدارة البلدية إلى إقالة علي مواسي فورًا، بادعاء أن الفيلم يمسّ بالمشاعر ولا تتماشى مضامينه مع قيم سكان المدينة عامة والمجتمع العربي على وجه الخصوص. وذُكر أيضًا أنّ مواسي لم يفرض رقابة على المشاهد الجنسية المذكورة.
رغم أنّ قرار عرض الفيلم قد اتُخذ بالتنسيق مع مجلس التلاميذ وعلم مدير المدرسة بذلك، كما يقول علي مواسي، إلا أن مواسي تلقّى رسالة تعليق عمل جاء فيها أنّه مُبعَد عن المدرسة حتى عقد جلسة استماع في البلدية بهذا الشأن. وفي منشور نشره مواسي حول الموضوع أكّد أنّه تمت الموافقة على عرض الفيلم من قبل سلّة الثقافة وتم عرضه كاملا في عدة دول عربية.
ويمثل الفيلم، وفق ما ذُكر آنفًا، فلسطين في مراسم “الأوسكار” وفي مراسم فلسطينية مرموقة في أنحاء العالم، وهو يتحدث عن قصة شاب فلسطيني اسمه عمر (الممثّل آدم بكري)، والذي يقع في حبّ شابة فلسطينية اسمها نادية. وفي محاولة من عمر للحصول على موافقة شقيق نادية على العلاقة بينهما، يتورّط عمر في حادثة قُتل فيها جندي إسرائيلي، فيعتقله الشاباك. في أحد المشاهد يظهر عمر بينما يتم التحقيق معه في أقبية الشاباك وظهره عار. خلال الفيلم تظهر أيضًا عدة لقاءات حميمة بين عمر ونادية، وفي إحداها يتبادل كلاهما القبلات برفق على شفتيهما، ولكن سوى ذلك لا تظهر في اللقاءات مضامين جنسية.
شاهدوا العرض التقديمي لفيلم “عمر”:
ووفقا للتقرير في صحيفة “هآرتس”، تلقى مواسي عشرات التوجهات من أصدقاء ومعارف في المجتمع العربي والذين أعربوا عن دعمهم وأكدوا أنّ القصة ليست قضية محدّدة، وإنما محاولة إخافة من قبل عناصر سلفية، والذين تعزّز نشاطهم في السنوات الأخيرة وأثّر في أوساط كثيرة في المدينة عامة وفي والمجتمع العربي على وجه الخصوص. وتم أيضا التلميح إلى أنّه اضطهاده ربّما يكون نابعا من اعتبارات سياسية لكونه ناشطا في حركة “التجمع الوطني الديمقراطي”.