وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين ليست مؤسسة معتادة على مواجهة الجهات والجماعات الفلسطينية بشكل مباشر وصريح. إلا أنه يبدو في الأسابيع الأخيرة أن موظفي الوكالة لم يعد بإمكانهم التغاضي عن مسألة استخدام منشآتها لإخفاء السلاح الذي أُعد للمس بالمدنيين. صرحت الأونروا في الـ 16 من تموز بأنه تمت تخبئة 20 قذيفة في إحدى من مدارسها.
عبّرت الأونروا عن امتعاضها من الحادثة وقالت إنه “غير مسبوق”. إلا أنه، من يتابع ما يحدث في قطاع غزة يعرف بأن تكتيك إخفاء وسائل قتالية وحتى عناصر قتالية داخل مؤسسات تربوية هي ظاهرة شائعة جدًا لدى حماس. هذا بالإضافة إلى المنشآت العسكرية التي تنشئها حماس قرب المدارس.
سجلت إسرائيل عددًا من الاستخدامات، غير المشروعة التي تقوم فيها حماس في السنوات الأخيرة، فيما يخص المدارس في القطاع، ومنها إطلاق القذائف من مناطق قريبة للمؤسسات التربوية، تفخيخ المدارس، تخبئة وسائل قتالية مختلفة داخل تلك المؤسسات، وإجراء تدريبات عسكرية داخل المدارس.
ليس في نية إسرائيل المس بالمؤسسات التربوية بينما تستغل المنظمات الإرهابية في غزة ذلك. ولقد أظهر بحث أجراه مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب في إسرائيل بأن إطلاق القذائف من مناطق قريبة من المؤسسات التربوية هو أمر شائع. أطلق الفلسطينيون مثلاً، في 18 كانون الأول من العام 2009، بعد أن أعلنت إسرائيل عن وقف لإطلاق النار، قذائف من مكان قريب من مدرسة.
ورصد سلاح الجو الإسرائيلي، فيما يخص تلك الحادثة، منصة إطلاق صواريخ عند داخل حي “الشجاعية” وهي المنصة التي تم إطلاق الصواريخ منها باتجاه إسرائيل والتي كانت قد وُضعت بين مدرستين، وتم تفادي تفجير تلك المنصة بسبب قربها من المدرستين. إلى جانب ذلك، تم تسجيل عشرات الحالات التي تم فيها إطلاق نيران من المدارس.
تؤكد شهادات من الميدان ذلك الادعاء. واعترف نواف فيصل عطار، الناشط في حركة حماس من سكان حي “العطاطرة” في شمال غزة، الذي تم اعتقاله خلال عملية “الرصاص المصبوب” (في 11 كانون الثاني 2009)، خلال التحقيق معه بأن مقاتلي حماس اعتادوا إطلاق الصواريخ من المدارس.
وأعطى مثالاً على ذلك مدرسة “سخنين” في منطقة أبو حليمة ومدرسة أخرى في حي الأمل اللتان تم إطلاق صواريخ منهما. وحسب أقواله، فعل أفراد حماس ذلك إدراكًا منهم أن الطائرات الإسرائيلية ستتفادى مهاجمة المدارس.