هل هذه هي نهاية الرواية؟ بعد أسابيع طويلة وسلسلة من التصريحات المتناقضة، أعلن محمد صلاح، المهاجم المصري لاعب فريق بازل السويسري، أنه سيصل إلى إسرائيل، وسيشارك في مباراة الإياب في تمهيديات دوري الأبطال أمام مكابي تل أبيب. سيهبط مع صلاح، من بين نجوم الفريق، لاعب خط الوسط محمد النني أيضا، وهو ممثل آخر لمنتخب مصر. “سوف أصل إلى إسرائيل يوم الإثنين، هذا عملي، نحن نريد الوصول إلى دوري الأبطال، يجب أن أفعل ذلك”، قال صلاح، وأضاف النني قائلا “الحديث يدور عن رياضة – وليس عن سياسة، لدي احترام كبير لبازل ولأهدافنا كناد”.
هذه الأقوال ذكرت في نهاية مباراة إضافية أثبتت فيها أهمية صلاح في تشكيلة بطل سويسرا. أنهى أمس (السبت) بازل المباراة بالتعادل المخيب للآمال 1:1 أمام سانت غالن، بعد أن قدم لاعبو الفريق قدرات متوسطة وبدوا مرتخين. وكان هنالك من وصل إلى العمل وسجل تمريرة حاسمة وهو صلاح الموهوب.
شاهدوا موجز مباراة بازل وتمريرة حاسمة من قبل صلاح:
جاء إعلان صلاح نتيجة ضغط مشغل عليه من المدرب، مرات ياكين، الذي شرح للاعبيه أنه يتعيّن عليهم الانضمام إلى المباراة في إسرائيل، على الرغم من تصريحاتهم في الماضي. لم تترك النتيجة غير الكافية التي حصل عليها بازل في المباراة الأولى أمام مكابي تل أبيب في الأسبوع الماضي، 1:0 بيتي، خيارا لا للمدرب ولا للاعبين، الذين يعرفون أن المشجعين يتوقعون منهم تقديم كل ما لديهم، من أجل التقدم والانتقال إلى دوري كرة القدم الأهم في العالم.
صلاح الشاب (ابن 21 عاما) انضم إلى بازل في الصيف الماضي من النادي المصري، المقاولون العرب، الذي لعب في صفوفه النني أيضا. وتمكن من جذب أعين السويسريين خلال مباراة ودية خاصة تمت أمام منتخب الشبيبة المصري في آذار 2012، بعد إلغاء الدوري المحلي في أعقاب أعمال الشغب في استاد “بور سعيد” التي قتل فيها 79 شخصا وجرح آلاف إضافيين. كان صلاح في كل مكان على الملعب في تلك الليلة، حرك الكرة ونظم مباراة منتخبه وسجل هدفين في الطريق إلى الفوز 4:3. في النهاية اهتم رجال بازل إذا كان معنيا بالتدرب في صفوفهم، وهذا ما كان فعلا.
وقّع صلاح بعد عدة شهور على عقد لمدة 4 مواسم، سجل 12 هدفا و 13 تمريرة حاسمة إضافية، وكان من بين اللاعبين البارزين في الفريق، حيث أنه إضافة إلى فوزه ببطولة دولته، أبدى قدرات مثيرة للإعجاب في الحلبة الأوروبية. ووصل السويسريون حتى نصف نهائي الدوري الأوروبي وأوقفوا فقط عن طريق تشلسي، الذي واصل بعد ذلك من أجل الفوز باللقب. وكان صلاح شريكا كاملا في الحملة المثيرة للغرابة، وفي إطار الفوز على توتنهام في ربع نهائي الدوري، 4:1، كان يسخر من المدافعين، وقدم سيطرة نادرة على الكرة وساهم بإنهائها بهدف. تمكن صلاح في المباراة الخارجية ضد تشلسي من تسجيل هدف أيضا وتسبب بإحداث ألم رأس مخيف للمدافع الإنكليزي القديم آشلي كول، الذي وجد صعوبة في التعامل مع سرعة ومهارات المصري الشاب.
شاهدوا الخطوات المختارة لصلاح ضد توتنهام:
https://www.youtube.com/watch?v=wj0NHliq6Ns
يبدو أن صلاح ما زال يتأقلم مع مركزه الجديد كنجم صاعد في سماء كرة القدم، وأن النوادي في أنحاء أوروبا معنية بخدماته ومستعدة لدفع مبالغ طائلة من المال مقابله. وهو مفعم بالطموح والقليل من الاندفاع في تعامله مع وسائل الإعلام. هكذا مثلا وقع في البداية في وضع غير مريح حيث أرغمه فريقه على المشاركة في المباراة التي حاول التملص منها. “إذا حدثت حالة تفرز القرعة فيها فريق بازل أمام فريق إسرائيلي، أنا لا أنوي الوصول هناك واللعب أمام فريق صهيوني، حتى لو كلفني ذلك غاليا”،قال قبل 8 أشهر، في خضم جولة قتال إضافية لإسرائيل في قطاع غزة.
الحقيقة أكثر تعقيدا بقليل. على الرغم من أنه أضاف قائلا قبل عدة أسابيع أنه لن يحضر إلى إسرائيل “حتى لو طرد من النادي” واختار أن لا يصافح أيادي لاعبي تل أبيب في نهاية المنافسة يوم الأربعاء الماضي، فقد اضطر على أن يفهم أن مركزه كبرغي في الماكينة المزيتة لبازل. رأس حربة في الواقع، لكن ما زال برغيا من وظيفته لعب كرة القدم وليس إدارة نزاعات دبلوماسية. إذا نجح في استبعاد تصرفه وتذكر أن الحديث يدور في نهاية الأمر عن يوم رياضي، سوف يكون رابحا، وسوف يحظى جمهور مشجعي كرة القدم في إسرائيل برؤية لاعب قد يصل إلى المستويات الأعلى في كرة القدم، وهو كما يبدو سيساعد فريقه لخطو خطوة أخرى في الطريق إلى المسرح المركزي لكرة القدم في اوروبا.
شاهدوا أفضل الأهداف والخطوات من قبل صلاح في الموسم الماضي: