الأجواء السياسية في الولايات المتحدة قاتمة جدا في أعقاب خطابات رئيسي الولايات المتحدة وروسيا، باراك أوباما وفلاديمير بوتين، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبعد اللقاء الفاشل بين كليهما. يعتقد الكثير من الأمريكيين، وخصوصا في صفوف الحزب الجمهوري، أن الرئيس أوباما قد أسقط المبادرة والريادة في كل ما يتعلق بالسياسة الخارجية، وخصوصا في الحرب ضدّ داعش.
في الوقت الذي يعمل فيه بوتين كل ما يحلو له في سوريا، ويظهر وكأنه الزعيم الوحيد الذي يعمل ضدّ الدولة الإسلامية، يستمر أوباما في التلعثم.
ولكن المحللين الأمريكيين الليبراليين الذين يميلون إلى جانب أوباما، يعتقدون أنّ ما يبدو الآن نصرا دعائيا لبوتين على الولايات المتحدة سيتحوّل إلى هزيمة روسية. بحسب كلامهم، فإنّ تحركات الرئيس الروسي المتهورة والعدوانية ستجعله أكثر شخص مكروه من قبل مئات ملايين المسلمين السنة، وستورّط جيشه في مغامرة خطرة.
كتب المحلل الأمريكي توماس فريدمان اليوم في “نيويورك تايمز” أنّه كلما ظهر بوتين كحام للشيعة – العلويين في الشرق الأوسط، كلما نفر منه السنة. وهكذا، لن يتمكن بوتين من تجنيد ولاء قوات المعارضة السورية المطلوبة للقتال ضدّ داعش.
وكتب فريدمان: “ذهب بوتين إلى سوريا بغباء، كي يظهر لشعبه أن روسيا لا تزال قوة عظمى. في الواقع، فهو الآن قد تسلّق على شجرة. على أوباما وجون كيري أن يبقياه هناك على مدى شهر، هو والأسد، ليقاتلا داعش وحدهما، وليشاهداهما وهما يتحوّلان إلى الأعداء رقم 1 للعالم السني”.
وأعرب المحلل في “واشنطن بوست”، ديفيد إغناشيوس، عن موقف مشابه. كتب إغناشيوس: “ليس هناك احتمال لدى روسيا بالنجاح في سوريا والعراق أكثر من نجاح الولايات المتحدة”، وذلك رغم أنه حتى الآن، ينتصر بوتين على أوباما في لعبة الشطرنج الإدراكية.
وأضاف إغناشيوس: “رغم كل غطرسة بوتين، لا يستطيع الروس هزيمة الدولة الإسلامية. على العكس، فإنّ التدخّل الروسي سيُعزّز فقط من التمرّد السنّي”. ولخّص قائلا: “في كلام بوتين يتردد صوت جورج بوش قبل غزو العراق عام 2003. إنّ قانون النتائج غير المتوقعة سيعمل أيضًا في روسيا”.