رغم أنه كان يبدو أنّ وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بدأ ييأس من المفاوضات المتعثرة بين إسرائيل والفلسطينيين، يبدو أنه لم يستسلم بعد. أقام كيري أمس محادثة هاتفية مع بنيامين نتنياهو ومحمود عباس في محاولة لإنقاذ المفاوضات.
لم يتم نشر تقرير حول محتوى المحادثات، ولكن الناطقة باسم البيت الأبيض قالت إنّ “كلا الجانبين معنيّان باستمرار المحادثات”. بالإضافة إلى ذلك، أعرب مسؤولون في كلا الجانبين عن تشاؤمهم من نجاح المفاوضات، فهم يعتقدون أنّهم حتى لو استغلوا المحادثات، فسيكون ذلك مجرّد تحضير قبيل الانفجار القادم. وأيضًا، تشير التقديرات إلى أنّ كيري سيتحدّث مع الزعيمين يوميًّا، كجزء من جهوده لإنقاذ المفاوضات.
وتأتي هذه المحادثات لكيري بعد أن أظهر أمس أنه يائس كثيرًا من المفاوضات. خلال زيارته للجزائر، قال كيري إنّ الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بعملية السلام، ولكنّه أوضح بأنّ هناك حدود لقدرة الأمريكيين على التأثير. شبّه كيري العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين بمثل يُضرب عن الحصان: “أستطيع أن أحضره للماء، ولكن لا أستطيع إجباره على الشرب. والآن هو وقت الشرب. يجب على الزعماء معرفة ذلك”.
هناك إجماع بأنّه في حال فشلت المحادثات في نهاية المطاف، فسيكون بالإمكان الإشارة إلى اللقاء الليلي أول أمس، الذي جمع تسيبي ليفني، يتسحاق مولخو، صائب عريقات، ماجد فرج ومارتن إنديك، باعتباره الموعد الذي تلاشى فيه الأمل في استمرار المحادثات بشكل نهائي. وتذكر التقريرات في إسرائيل أنّ ليفني صُدمت لسماع ما لا يقلّ عن سبعة مطالب، طرحها الفلسطينيون في اللقاء، وذلك من أجل الاستمرار في المفاوضات لمدّة عام آخر. وفقا للتقارير، فستكون تلك هي المطالب الفلسطينية:
1. التزام مكتوب من نتنياهو بأنّ حدود الدولة الفلسطينية ستكون حدود 1967، وعاصمتها ستكون القدس الشرقية.
2. إطلاق سراح 1,200 أسير، من بينهم مروان البرغوثي، أحمد سعدات وفؤاد شوبكي.
3. رفع الحصار عن قطاع غزة وتنفيذ اتفاق المعابر.
4. الموافقة على عودة “مطرودي عيد الميلاد” إلى الضفة الغربية.
5. إيقاف البناء في القدس الشرقية وفتح المؤسسات الفلسطينية التي فيها، مثل بيت الشرق.
6. يُمنع دخول الجيش الإسرائيلي إلى أراضي A في السلطة الفلسطينية من أجل تنفيذ عمليات الاعتقال للمطلوبين، وإعطاء سيطرة للسلطة الفلسطينية على أراضي C.
7. منح الجنسيّة الإسرائيلية لـ 15,000 فلسطيني في إطار توحيد العائلات.
تحدّث مسؤولون إسرائيليون بقوة ضدّ هذه المطالب: “تلقّينا صفعة مدوّية، بصق عبّاس في وجوهنا”. وبالمقابل، فالفلسطينيّون غاضبون من إلغاء إسرائيل للدفعة الرابعة لإطلاق سراح الأسرى، والتي كان من المفترض تنفيذها في نهاية آذار، ويزعم الفلسطينيون أنّه كان يجب على إسرائيل تنفيذها دون صلة باستمرار المفاوضات، حيث إنّ الدفعة كانت جزءًا من الالتزام الإسرائيلي في تنفيذ الجولة الحالية من المفاوضات، والتي تم الاتفاق عليها قبل نحو عام. ولأنّ إسرائيل لم تفِ بهذا الالتزام، يجد الفلسطينيون أنفسهم ليسوا ملتزمين، ولذلك أيضًا توجّهوا لطلب الانضمام إلى عدد من المنظّمات التابعة للأمم المتحدة.