تقليد “الكاباروت” (الكفارة) هو تقليد يهودي قديم، يُجرى في عشية يوم الغفران. وحسب التقليد، يتم تدوير دجاجة حية بحركة دائرية فوق رأس اليهودي المؤمن، مع الإعلان عن موت الدجاجة مقابل تكفير ذنوب المؤمن وتمتعه بحياة جيدة وسعيدة. بعد ذلك، تذبح الدجاجة، وتقدم للفقراء غالبا، أو تباع وتنقل الأموال للفقراء.
يثير هذا التقليد جدلا لأسباب مختلفة، إذ طوال سنوات دعم حاخامات ممارسة هذا التقليد وعارضه آخرون. هناك من يمارس هذا التقليد من خلال التبرع بالأموال للفقراء مباشرة وهكذا يشارك في تقديم الحسنات. اتباع التقاليد بهذا الشكل يدعى “التبرع بالأموال كجزء من الكاباروت”.
يعارض ناشطون في منظمات حقوق الإنسان والحاخامات هذا التقليد، ويدعون أن ممارسته باستخدام الحيوانات قد يؤدي إلى ارتكاب مخالفة بحق الحيوانات. في ظل الانتقادات الكثيرة ضد “الكاباروت” والإساءة للحيوانات، من المتبع في يومنا هذا ممارسة التقليد بالتبرع بالأموال للفقراء.
في الأسبوع الماضي، رفضت المحكمة العُليا في إسرائيل التماسا قدمته حركة علمانية ضد ممارسة تقليد “الكاباروت”. طلب مقدمو الالتماس من المحكمة التدخل والتأكد أن وزارة الزراعة والشرطة الإسرائيلية ستمنعان متابعة ممارسة هذا التقليد، وحتى أنهما سيعملان بشكل فعال ضد من يمارسه، من خلال التحقيق معه ومحاكمته.
ادعى مقدمو الالتماس أن وزير الزراعة والمفتش العام للشرطة لا يعملان بموجب صلاحياتهما التي يتمتعان بها بموجب الأنظمة الإدارية لوزارة الصحة والشرطة، والتي تتيح لهما منع ممارسة هذا التقليد الذي يتعرض فيه الحيوانات للتعذيب، والذي يشكل مخالفة بحق الحيوانات. “إن أخذ حيوان، والإمساك بقدميه أو جناحيه، وتدويره في الهواء، والتسبب له بالألم يشكل عملا وحشيا وهمجيا يجب العثور على بديل له، مثل التبرع بالمال”، أوضح أحد مقدمي الالتماس، الوزير سابقا، أفراهام فورز.
رغم أن المحكمة رفضت الالتماس، إلا أن بلدية تل أبيب أعلنت أنه في هذا العام أيضا لن تسمح بذبح الحيوانات أو الإضرار بها بهدف ممارسة تقليد “الكاباروت” في أماكن مفتوحة وعامة. قال المسؤولون في البلدية: “بما أن تل أبيب رائدة في الحفاظ على حقوق الحيوانات، لهذا نعتقد أن واجبنا منع الإضرار بالحيوانات وحماية حقوقها، لهذا لا يجوز استخدام الحيوانات في السيرك أيضا”.