على المواطن الإسرائيلي الذي تجاوز سن 18 عامًا والذي يريد اعتناق الدين الإسلامي أن يتوجه إلى أقرب محكمة شرعية من مكان سكنه، وهناك عليه أن ينطق أمام القاضي بالشهادة- وهي تصريح بوحدانية الله ورسوله. كلمات الشهادة هي: “لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله”. يعتبر النطق بالشهادة والتصريح بها من “أركان الإسلام الخمسة”، الأركان الخمس الأساسية المفروضة على كل مسلم. يصرح الشخص الذي ينوي اعتناق الإسلام، إضافة إلى ذلك، أنه يقبل على نفسه الالتزام بالفرائض الدينية المختلفة التي ستُفرض عليه من الآن فصاعدًا. يسجل القاضي تلك الأمور أمامه ويعطيه وثيقة.
يتوجه الشخص الذي ينوي اعتناق الإسلام، في المرحلة الثانية، إلى وحدة الطوائف المسيحية والتحوّل عن الدين، التي في وزارة العدل، ثم يقدم طلبًا لتغيير دينه وينتظر الموافقة. رسميًا يُفترض أن تكون تلك العملية قصيرة. إلا أن الجهات المطلعة على الموضوع قالت إنه في حالات عديدة يواجه الكثير من اليهود، الذين يُقبلون على تغيير دينهم، عقبات كثيرة مثل تأخير طلبهم والضغط عليهم من قبل جهات دينية تطالبهم بتغيير رأيهم. هذا، بخلاف ما يحدث للمسيحيين الذين يُقبلون على اعتناق الإسلام أو المسلمين الذين يرغبون باعتناق المسيحية.
أضافت تلك المصادر القول إنه من ناحية دينية من يتحوّل عن دينه يُعتبر أنه لا يزال يهوديًا وحالته الرسمية المسجلة هي “مزدوج الدين”. حسب أقوالهم، “لا تتخلى اليهودية عن أبنائها بسهولة”. وأضافت تلك المصادر أيضًا أن أبناء المرأة اليهودية التي تعتنق دينًا آخر يُعتبرون “مزدوجي الدين”.
حسب أقوال الشيخ محمد كيوان، إمام قرية مجد الكروم ورئيس هيئة الأئمة المسلمين في إسرائيل، على الشخص البالغ الذي ينوي اعتناق الدين الإسلامي أن يُثبت أنه قام بهذه الخطوة بإرادته الحرة وأن الدافع وراء هذا القرار هو ديني وليس غير ذلك، مثل أن يكون السبب هو الزواج من فرد مسلم. يُفترض كذلك أن يكون صحيح العقل ومدركًا لأفعاله. أضاف الشيخ كيوان وقال إنه لا يُفرض على الشخص الذي يرغب باعتناق الإسلام أن يكون قد تعلم الدين والقرآن إنما يُفضل أن يعرف أسس الدين.
سُجلت في إسرائيل، وفق معطيات وزارة العدل، منذ شهر كانون الثاني الأخير وحتى شهر تموز الأخير (2014)، 63 حالة تحوّل أشخاص عن الدين اليهودي واعتناق دين آخر. بالمُقابل, سُجلت من كانون الثاني وحتى شهر تموز الأخير 19 حالة تحوّل من الدين الإسلامي إلى دين آخر.
قال المحامي يوسي هارشلر، وهو مسؤول خبير بشؤون الطوائف المسيحية وتغيير الدين في وزارة العدل، إنه تمت في عام 2011؛ في إسرائيل، إجازة 423 عملية تحوّل عن الدين والتي ليست اعتناق للدين اليهودي – كان ثلث تلك الحالات (34%) من اليهودية لأديان أُخرى. وفق كلام المحامي هارشلر، كانت من بين مجموعات حالات تغيير الدين التي أُجيزت في عام 2011، أعلى نسبة تغيير دين من “غير متدين” إلى دين آخر (41%).
وجاء عن تصريح لوزارة العدل أن “الادعاءات التي تتعلق بتأخير طلبات اليهود الراغبين بالتحوّل عن دينهم، تلك الادعاءات المأخوذة عن جهات مجهولة، هي ادعاءات كاذبة. يتم النظر بكل الطلبات المتعلقة بتغيير الدين، ولا يهم من أي دين لأي دين، بما يتناسب والقانون والإجراءات المعمول بها في هذا الخصوص دون تمييز”.
نُشرت هذه المقالة لأول مرة على موقع صحيفة هآرتس