ثار غضب المسيحيين في حيفا بعد أن اكتشفوا أن في متحف الفنون في المدينة، تُعرض أعمال فنية لفنان صيني تمس بمشاعرهم وفق أقوالهم. اسم المعرض هو “ماك يسوع” – يظهر في المعرض تمثال لرونالد ماكدونالد على صورة المسيح.
الأعمال الفنية للفنان ياني لنولين معروضة في المتحف منذ بضعة أشهر، ولكن عرف بوجودها بعض المسيحيين العرب الذين يعيشون في حيفا مؤخرا فقط. أبلغ هؤلاء المسيحيون أصدقاءهم بوجود هذه الأعمال، وانتشر الخبر سريعا، وفي نهاية الأسبوع، تظاهر نحو 200 عربي مسيحي بالقرب من المتحف احتجاجا على المعروضات المسيئة، وفق أقوالهم. رفع المتظاهرون لافتات، وطالبوا بإزالة المعروضات فورا. في مرحلة معينة، طالب المتظاهرون بالدخول إلى المتحف، بقوة بهدف إزالة المعروضات. ولكن منعت قوات الشرطة المتظاهرين من القيام بذلك، فدارت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة. بدأ خلالها بعض المتظاهرين بإلقاء الحجارة على قوات الشرطة. نُقِل ثلاثة من أفراد الشرطة إلى المستشفى لتلقي العلاج بسبب إصابتهم في رأسهم. اعتقلت الشرطة أحد المتظاهرين وأجرت معه تحقيقا. قالت جهات في الشرطة، إن تصرفات المتظاهرين كانت خطيرة ومخالفة للقانون. أوضحت الشرطة أن تنوي القبض على بقية المتظاهرين الذين تصرفوا بعنف واعتقالهم من أجل التحقيق معهم.
تجدر الإشارة إلى أنه في الليلة التي سبقت التظاهرة، ألقيت زجاجات حارقة باتجاه المتحف. وقد انفجرت ولكنها لم تُحدث إصابات وأضرار. طالب مسؤولون من المجتمع العربي المسيحي في حيفا إدارةالمتحف بإزالة المعروضات، ولكنها لم تستجب لطلباتهم.
جاء على لسان متحف حيفا للفنون أن المعروضات معروضة في إطار معرض “Shop It” وهو معرض نقدي يتناول ثقافة الاستهلاك. المعروضات معروضة في المتحف منذ نحو نصف سنة، وستتم إزالتها بعد نحو ثلاثة أسابيع بهدف عرض أعمال فنية أخرى.
وجاء على لسان المتحف: “تم نشر الأعمال الفنية في متاحف كثيرة في أوروبا. وهي تشير الى الاستخدام الساخر من قبل المنظمات العملاقة للرموز الدينية وتنتقد ثقافة الاستهلاك العالمية والرأسمالية للفنان ياني لنولين وهو مسيحي بحد ذاته. إن كل محاولة لإيجاد علاقة بين المعرض والعنصرية ليست ذات صلة. لا يجوز أن يتطور الحوار مهما كان معقدا إلى العنف ويجب أن يكون حوارا ثقافيا حتى في حالات التوتر. شكل إلقاء زجاجات حارقة على المتحف تصعيدا للتحريض وكاد يلحق ضررا بالأرواح”.