نشر هذا الصباح، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بيانا جاء فيه أن ” طائرة تابعة للجيش هاجمت خلية إرهابية كانت قد أطلقت بالونات حارقة شمالي قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية”. كما ونُشر أنه وصلت بالونات حارقة اليوم صباحا إلى مدرسة في بئر السبع. يبدو أن الضغط الذي تمارسه القيادة الإسرائيلية، والرأي العام، على الجيش بدأ يأتي بثماره، وسيتم التعامل منذ الآن بشكل مختلف مع ظاهرة البالونات الحارقة والطائرات الورقية التي تحمل عبوات ناسفة وتطلق من غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
تدعي وحدة الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، المسماة “أبناء الزواري”، تيمنا بالقيادي الحمساوي الزواري، أن إسرائيل اغتالت الزواري في تونس عام 2016. كان الزواري مهندس طيران عمل على مشروع لتطوير طائرات مسيّرة من أجل الحركة الإرهابية.
في البداية، أطلِقت الطائرات الورقية عشوائيا في إطار “مسيرة العودة”، لا سيما كشعار تحذيري، لكنها أصبحت لاحقا سلاحا حقيقيا ضد إسرائيل. في ظل النجاح في الإضرار بالأراضي والبلدات في التفافي غزة، نُظمَت ظاهرة الطائرات الورقية الحارقة ضمن وحدة منتطمة، عملت على تطوير طائرات الأطفال الورقية صانعة منها سلاحا حمساويا مركزيا.
كانت طرازات الطائرات الورقية الأولى صغيرة. وكانت مؤلفة من قطعة قماش الجوت المغطاة بالزيت والموصولة في طرف الطائرة، وأطلِقت باتجاه الأراضي الإسرائيلية. في وقت لاحق، بدأ مطلقو الطائرات الورقية باستخدام الفحم والعلب الحديدية المليئة بالوقود، التي كانت تنتشر في الأراضي بعد سقوط الطائرة وتسبب أضرار هائلة. مع مرور الوقت، أصبحت الطائرات الورقية المصنعة في الأراضي الفلسطينية، أكبر لتكون قادرة على نقل وزن أثقل مثل أطر السيارات المشتعلة والعبوات الناسفة.
أجبرت الصعوبات في إعداد الطائرات الورقية إلى أن تستخدم وحدة “أبناء الزواري” البالونات الحارقة المليئة بالهيليوم، التي كانت قد نقلتها إسرائيل إلى المستشفيات في غزة. تشكل سرعة إطلاق البالونات وطيرانها الهادئ صعوبة لدى إسرائيل في التعرف إلى المخاطر مسبقا، ما جعل هذه الطريقة الوسيلة القتالية الأفضل. أرفِقت البالونات الحارقة بفحم مشتعل لإشعال الأراضي الإسرائيلية، وبعبوات هدفها هو الإضرار بقوات إخماد الحرائق. يتضمن جزء من البالونات الحارقة شعارات وتهديدات ضد إسرائيل، كان قد كتبها “أبناء الزواري” سعيا منهم لخوض حرب نفسية.
يطمح “أبناء الزواري” إلى التقدم في تطوير أسلحة البالونات الحارقة، أملا منهم في إلحاق أكبر ضرر بإسرائيل. أطلِقت مؤخرا طائرات شراعية من قطاع غزة كانت تحمل عبوات ناسفة.
كشفت صحيفة “مكور ريشون” أن حماس دفعت نحو 25 مليون دولار للمتظاهرين أثناء “مسيرة العودة”. تحصل العائلة الفلسطينية التي تشارك في التظاهرات العنيفة بالقرب من السياج الحدودي على نحو 100 دولار من حماس. ويتلقى المتظاهرون المستعدون للتعرض لإصابات أثناء التظاهرات 500 دولار من حماس.