مرّ يومان منذ محاولة اغتيال الرجل الأقوى في الجناح العسكري لحركة حماس، محمد ضيف، وما زال مصيره غير مؤكد. ومع ذلك، بسبب قوة القصف، وعدم كفاية الأدلة في كونه حيًّا، تتزايد التقديرات بأنّ الضيف قُتل في القصف، أو أنه أصيب إصابة بالغة على الأقل، رغم نفي حماس.
بعد يوم من ذلك، اغتالت إسرائيل شخصين آخرين من أبرز قادة الجناح العسكري لحركة حماس، ممن سيطرا على الحركة في جنوب القطاع، محمد أبو شمالة ورائد العطار. وقد قُتل معهما قائد آخر في الحركة، ويبدو أن هناك ارتباك وتوتر وإحراج في كتائب عز الدين القسام.
الفراغ الذي تركه ضيف وراءه في الجناح العسكري لحركة حماس كبير جدًا. منذ نحو عقدين وهو يترأس الحركة، وهو المسؤول عن تحويل الجناح العسكري من عصابة صغيرة إلى تنظيم هرمي ومنظّم يملك عناصر الجيش النظامي الذي فيه كتائب، سرايا وألوية. هو من قام بتطوير النظام الصاروخي للحركة، وطوّر تخطيط الأنفاق، والذي تحوّل في الصراع الأخير إلى التهديد الأكبر على إسرائيل. كل من سيحلّ مكانه، فيما لو قُتل فعلا أو أصيب إصابة كبيرة، سيضطر إلى أن يكون قويّا بشكل كاف للإمساك بالحركة وحده، وللاستمرار بدفعها للأمام، وتطوير أفكار جديدة، وعلاقات للتمويل.
ويعتقد الخبراء أنّه ليس هناك اليوم في العمود الفقري لقيادة حماس الكبيرة شخصية ذات كاريزما مثل الضيف أو أحمد الجعبري. حتى أمس، كان العطار أحد المرشّحين الراشدين للحلول مكانه. والآن، يبدو أنّ مروان عيسى، الذي حلّ مكان أحمد الجعبري بعد اغتياله في عملية “عمود السحاب” عام 2012، بقي المرشّح الرئيسي ليكون في رأس الهرم.
منذ عام 2012 يعمل عيسى باعتباره وصلة بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية لحماس في القطاع، وهي وظيفة أنشأت له علاقات كثيرة. أضاف له هذا الوقوف في مفترق طرق حماس قوة ودلالة في أعين كلا الجناحين، ولكنه لا يزال يعتبر شخصية رمادية تمامًا، ولا يكفي من الناحية الكاريزمية كي يقود وحده حركة بهذا الحجم الكبير.
إن تعيين عيسى في المستقبل بمنصب قائد للجناح العسكري، إذا ما تمّ، من المتوقع أن يضعه على رأس قائمة المطلوبين في قطاع غزة. ولكنه ليس الوحيد. هناك شخصية بارزة أخرى تشكّل هدفًا للاغتيال والحديث عن أيمن نوفل، قائد لواء المركز في القطاع. كان نوفل أحد المسؤولين عن تفجير معبر رفح الحدودي قبل ستّ سنوات. في نفس العام تمّ القبض عليه في مصر واتُهم بالتخطيط لعمليات إرهابية، ولكنه نجح في الهروب من السجن مع اندلاع الثورة المصرية التي أدت إلى إسقاط الرئيس حسني مبارك عام2011. وفي النهاية، نجح في التسلل مجدّدًا إلى غزة عن طريق الأنفاق.
ويتواجد معهم في “قائمة الاغتيالات” أيضًا أحمد غندور، قائد الجناح العسكري في شمال قطاع غزة وأيضًا رائد سعد، قائد القسّام في مدينة غزة. ظهرت أمس على الشبكة إشاعات حول اغتيال محمود سنوار، قائد الكتائب في لواء خان يونس، ولكن كما يبدو أنّه لا يزال على قيد الحياة، ولا يزال مُدرجًا في قائمة الاغتيالات. بعد الخطأ الذي قام به ضيف، العطار وأبو شمالة، فكما يبدو أنّ بقية القادة في الحركة سيظلّون الآن وقتًا طويلا في المخابئ تحت الأرض خوفًا من ضربة مستهدفة من سلاح الجو الإسرائيلي.