المواساة الوحيدة لدى مَن يتابع حرب العلاقات الإسرائيلية – الفلسطينية التي كانت ذروتها عند إحياء ذكرى مرور 100 عام على وعد بلفور، هي أن هذه الحرب لا تدور في ساحة المعركة حقا.
لا نبالغ عندما نذكر أن كلا الجانبين استعدا للعام 2017 مسبقا. صادفت ذكرتان هامتان في هذا العام – ذكرى 50 عاما على حرب الأيام الستة، و 100 عام على وعد بلفور.
بذل الإسرائيليون، والفلسطينيون، والدولة الداعمة في العالم مالا وجهودا لكل جهة، لإدارة المعركة لرفع الوعي. بدءا من نشر مموّل في الصحف، وصولا إلى سيارات الأجرة في لندن، مقالات هيئات التحرير، مقابلات تلفزيونية، حملات تسويقية رقمية، وطبعا خيارات أخرى، وعلى رأسها الوفد الإسرائيلي برئاسة نتنياهو الذي سيحتفل بالذكرى بضيافة الحكومة البريطانيّة.
هذا الأسبوع، أثار وعد بلفور – حدث تاريخي هام جدا ولكنه رمزي بشكل أساسيّ – ضجة سياسية في إسرائيل بعد أن أعلن عضو كنيست عربي من حزب العمل، زهير بهلول، أنه لن يشارك في الاحتفال في الكنيست بمناسبة ذكرى الوعد، مثيرا انتقادا عارما من رئيس حزبه، آفي غباي.
وفي الجانب الفلسطيني، يتذكر جهاز التربية الفلسطيني الحدث من خلال إطلاق صفارات (كما يُطلق الإسرائيليون الصفارات إشارة إلى أيام الحزن)، وبرفع علم أسود على مقر حركة فتح، وقد ظهرت مقدمة التلفزيون الرسمي زيا أسود، واستخدمت وكالة الأنباء الرسمية اللون الأسود بدلا من الأبيض.
الآن يُطرح السؤال الهام والصريح – مَن هو المستفيد؟ لا شك أن هذه الخطوة لا تدفع التسوية بين الشعبين والحل السياسي قدما. في حين أن كل جهة كل جهة متمسكة بمواقفها وبقناعاتها أنها المحقة، متهمة الجانب الآخر إنه لا يتعرف بحق وجودها. ولكن يبدو أيضا أن العالم لا يهتم بهذه القضية بشكل خاصّ، في ظل الأزمات العالمية الأهم.
فمن الأفضل أن يبذل كلا الجانبين جهودهم وأموالهم من أجل إجراء حوار بينهما بهدف حل النزاع بطريقة سلمية أو على الأقل مساعدة من يحتاج إلى مساعدة بدلا من التنافس حول مَن هو الصادق والضحية الأكبر.