قيل الكثير من الكلام عن “حملة التخويف” التابعة لليكود والتي أدارها حزب الليكود ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ضدّ الإيرانيين والعرب، منذ انتخابه الكاسح والمفاجئ لرئاسة الحكومة للمرة الرابعة. أحد أبرز تصريحات نتنياهو، والذي صدم الكثيرين في إسرائيل وفي العالم، كان في مقطع فيديو نشره يوم الانتخابات من أجل حثّ ناخبيه على الخروج للتصويت، وقال فيه: “حكومة اليمين في خطر، الناخبون العرب يتدفّقون بأعداد هائلة إلى صناديق الاقتراع. تجلبهم المنظمات اليسارية بالحافلات”.
وبعد الكثير من الإدانات لهذا التصريح، والذي وُصف بالعنصرية، التمييزي بل والتحريضي، لفت أمس أحدُ الردود النظر بشكل استثنائي. في برنامج “التق بالصحافة”، وهو استوديو آخر الأسبوع السياسي في القناة الثانية، ردّت الإعلامية والمذيعة العربية – الإسرائيلية لوسي هريش على هذه التصريحات. بعد أنّ تم عرض الفيلم، قالت لوسي، والدموع تختنق في حنجرتها: “إنه ببساطة صادم. يا للعنة، أنا مواطنة في هذه الدولة! لا أصدّق أنّ رئيس الحكومة يتحدث بهذه الطريقة…. رئيس الحكومة الإسرائيلي، الذي يُفترض أن يكون رئيس الحكومة لكل مواطنيه، لا يمكن أن يسمح لنفسه أن يتحدث ويعمل كما فعل. لا يمكن أن يكون قد حرض ضدّ 20% من مواطنيه”.
هريش، هي عربية مسلمة مواطنة إسرائيلية، اختيرت لإشعال الشعلة في مراسم يوم الاستقلال الإسرائيلية، وهي مكانة من الأكثر طمعًا واحتراما بالنسبة لمواطني إسرائيل، لكونها “رائدة في الوساطة والتعايش في المجتمع الإسرائيلي”. وتُعتبر معتدلة في آرائها، وتصرّح علنًا ضدّ مظاهر العنصرية والعنف من قبل الطرفين، وقد حظيت غير مرة بإدانات من المجتمع العربي، لكونها “صهيونية”، بالإضافة إلى هجمات من اليهود المتطرفين لكونها عربية.
وقد أثارت كلماتها أمس في البثّ، وخصوصا بسبب تأثرها وحقيقة أنها كانت على وشك البكاء في البثّ الحيّ، عشرات الإسرائيليين، الذين شاركوا المقطع وطلبوا دعمها، وإدانة تصريحات نتنياهو مجدّدا، ودعوه للاعتذار عن ذلك بشكل علني.