في أعقاب تقارير في وسائل إعلام مختلفة جاء فيها أنّ الولايات المتحدة ستفرج عن الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد مقابل إطلاق سراح أسرى، نشرت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية نفيًا قويّا للفكرة. “أدين جوناثان بولارد بجرائم خطرة وحُكم بالسجن مدى الحياة، وفي هذه المرحلة، ليست هناك أيّة نيّة للإفراج عنه”، هذا ما ذُكر في التصريح.
طُرحت فكرة الإفراج عن بولارد، والمسجون الآن في السجن الأمريكي منذ تشرين الثاني عام 1985، خوفًا من انهيار المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية. ستجتمع الحكومة الإسرائيلية في الأيام القريبة وتناقش موضوع الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في إطار الدفعة الرابعة للمفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية، وذلك على خلفية تصريح محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، بأنّه فيما لو لم توافق حكومة إسرائيل على هذه الدفعة، فستتوقّف المفاوضات فورًا، والتي هي بكلّ الأحوال لا تتقدّم منذ زمن.
على الجانب الآخر، تتعالى في إسرائيل الأصوات المطالبة برفض إطلاق سراح الأسرى. وقد صرّح نائب وزير الدفاع، داني دانون، بأنّه سيستقيل من منصبه فيما لو تمّت الموافقة على القرار، ويطالب وزراء آخرون، على رأسهم وزير الاقتصاد، نفتالي بينيت، بشكل واضح وحادّ بعدم تنفيذ الدفعة الرابعة.
تعتبر قضية بولارد إجماعًا ساحقًا في الخطاب الإسرائيلي، وقبل ثلاثة أشهر فقط، وقّع 106 عضو كنيست (من بين 120) على عريضة تدعو الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لإطلاق سراحه.
وعلى ضوء التوافق الكبير في الخطاب الإسرائيلي حول قضية إطلاق سراح بولارد، فهناك افتراض بأنّ الجمهور الإسرائيلي سيكون قادرًا على قبول الدفعة الرابعة من إطلاق سراح الأسرى بخنوع، إذا تضمّن ذلك “تعويضًا” يتمثل بإطلاق سراح بولارد، ويبدو أنّ هذه هي الطريقة الوحيدة المتبقّية لإنقاذ المفاوضات.
في سلسلة من المقابلات التي قدّمها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، للإعلام الإسرائيلي قبل عدّة أسابيع، أوضح نتنياهو بأنّه حريص على إثارة قضية بولارد في كلّ اجتماع مع أوباما، بما في ذلك اجتماعهما الأخير في بداية الشهر.