تحاول حماس إنشاء صورة انتصار بعد يومين من دخول وقف إطلاق النار إلى حيّز التنفيذ، وعلى خلفية الأنقاض في قطاع غزة. تظاهر اليوم (الخميس) بضع مئات من المتظاهرين مع أعلام خضراء تأييدًا لحماس والوفد الفلسطيني الذي يتواجد في القاهرة، كجزء من محادثات التسوية بعد القتال الشديد الذي وقع في الشهر الأخير في غزة.
كان أحد الخطباء الرئيسيين، الناطق باسم حماس، مشير المصري، والذي لم يخش على حياته وخرج من مكان مخبئه، ودعا الممثّلين الفلسطينيين في مصر قائلا: “نحن نقول للوفد الذي يتواجد في القاهرة: لا تعودوا دون تلبية شروطنا ومطالبنا. اعرضوها بقوة رغم أنف الاحتلال”.
“لقد فشل نتنياهو، ووصلت صواريخنا حتى تل أبيب، الخضيرة بل نهاريا”، واستمر المصري في دعايته لبناء صورة الانتصار. “إلى جانب هذه الإنجازات كان لدينا إنجاز آخر. لأول مرة، قوة عربية تغزو الأراضي المحتلة التي يحتلها الصهاينة وهذا انتصار استراتيجي”.
تم تنظيم المظاهرة من قبل حماس، كجزء من الحرب النفسية ومحاولتها عرض صورة للانتصار في العملية.
وفي هذه الأثناء، فقليلون جدًا من يعلمون ماذا يحدث في الغرف المغلقة في القاهرة، في إطار المفاوضات المباشرة بين إسرائيل وحماس كمحاولة للتوصّل إلى اتفاق على المدى الطويل. إنّ التصريحات الشديدة والمهدّدة لكلا الجانبين للإعلام قد ترمز إلى مفاوضات صعبة، ولكن يبدو أنّ كل من إسرائيل وحماس ستضطرّان في نهاية المطاف إلى التنازل عن بعض المواقف المبدئية.
لن تصرّح حماس، كما هو متوقع، بتلك التنازلات تصريحًا علنيًّا، ولكنّ يفهم ممثّلوها مسبقًا أنّ جزءًا من تلك المطالب التي في الوثيقة التي عرضوها في القاهرة ليست مقبولة؛ لا على إسرائيل ولا على مصر.