تثير حملة دعائية جديدة، مستثمَرة ومستفزة، والتي سوقها مكتب الدعاية الحكومي لوزارة الاستيعاب والهجرة الإسرائيلية، ردود فعل في الشبكات وتثير على ما يبدو بداية عاصفة.
الحملة، التي أعدت لتشجيع قدوم الشباب اليهود من الولايات المتحدة إلى إسرائيل، مستثمرة للغاية ومعدّة بأسلوب الدعاية المشهور لصابون الجسم “أولد سبايس” حيث يصف عارض أسود البشرة كيف يغيّر الصابون حياته. أما في المقطع الحالي فالعارض أبيض اللون، ويبدو مثل “فتى يهودي طيب”، وبعد أن يصف المتكلم “الحياة المملة” التي ستكون له لو أنه سيبقى في الولايات المتحدة ويعيش حسب المسار المعروف (تعليم، عمل، وأولاد)، سيصف كيف يمكن أن يتغيّر كل شيء لو جاء فقط للتعلم في إسرائيل.
يجمع المقطع ما بين الفكاهة والتهكم، وكثيرًا من الآراء المسبقة عن إسرائيل. مثلا، بدلا من “أنا على حصان” المشهور لأولد سبايس، يظهر الممثل على جمل، مع فتاة، يلعب بالمضارب. عندما يقول المتكلم إنه من الأفضل القدوم إلى “أرض تسيل حليبًا وعسلا”، يُسكب على الممثل دلو من الحليب وآخر من العسل، والكلمات الوحيدة التي يقولها بالعبرية هي بلكنة أمريكية وبأغلاط مضحكة للقادمين الجدد.
يسوّق الشريط كدعاية لبرنامج تعليم أكاديمي في إسرائيل، لكن، عندما يظهر ما كتب في نهاية المقطع أنه “للتفاصيل الإضافية اضغط هنا”، لا مكان للضغط عليه، ولا يوصل الرابط لأي مكان. إن ما قام به حقًا، هو جعل الشاب اليهودي الأمريكي يبدأ في تخيّل حياته في إسرائيل.
يبدو أن المقطع نجح، كما أمِل صانعوه، في أن يتحوّل إلى الصرعة المنتشرة القادمة، بعد أن حاز على آلاف المشاهدات منذ اليوم الأول لنشره، وبدأ يُشارك في الشبكات الاجتماعية في إسرائيل والولايات المتحدة. مع ذلك، أثارت الحملة الكثير من الغضب من جانب اللاجئين الفلسطينيين في الولايات المتحدة. قالت إحدى الرادّات على المقطع في اليوتيوب بطريقة لاذعة: “يمكنني أن آتي أيضًا؟ أمي وأبي وُلدا في فلسطين، وكذا أجدادي وآباؤهم. لكن… نحن عرب مسلمون”.
شاهدوا: