القائد تومر هو طيار ويعمل نائب سرب الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، المعروف بسرب “الجمال الطائرة”. “هذا هو السرب الأول في سلاح الجو. إنه أقيم قبل 70 عاما، قبل قيام دولة إسرائيل. أصبحت المهنية جزءا لا يتجزأ من جدران القاعدة العسكرية”.
هذا السرب هو الأكثر انشغالا في الجيش، وفي الأوقات العادية أيضا. إنه يعمل على مدار الساعة. قال تومر في مقابلة حصرية معه لموقع “المصدر” إن “هناك الكثير من المهام الطارئة جدا”. وأوضح لماذا يعتقد أن عمل السرب هام جدا. “أعتقد أنه في كل حرب، تقع مسؤولية الحسم في الحرب لصالح إسرائيل على سلاح الجو”.
“نحن نشغّل طائرتين مزوّدتين بطيار وهما “تسوفيت” (Beechcraft king air B200)، و “حوفيت” (Beechcraft Bonanza)”، وفق أقوال تومر. “تقوم طائرة “تسوفيت” ذات المحركين بمهام استخباراتية تجمع فيها معلومات عبر الفيديو، وهي مزوّدة بخمسة أفراد، من بينهم هناك طياران، ضابط المهمّة ومراقبان. بالمُقابل، تعمل طائرة “حوفيت” أحادية المحرك على جمع المعلومات عبر الصور، ويشغلها ثلاثة أفراد”.
“نحن نعمل على مساعدة قواتنا على فهم الوضع القتالي – موقع العدو، أو مثلا موقع إطلاق القذائف”، قال تومر مضيفا: “مثلا، شاركنا في عمليات البحث عن الشبان المخطوفين الثلاثة، الذي نشبت عملية “الجرف الصامد” فور عملية خطفهم، وعثرت إحدى طائراتنا على السيارة المحروقة التي استُخدِمت أثناء خطف الشبان فساعدتنا هذه المعلومات على التوصل إلى المتهمين”.
“نعمل على مهام مثل العثور على الأشخاص، على مصدر إطلاق الصواريخ، على الشاحنات، وكل ما يخطر في البال. علينا أن نكتشف موقع الهجوم وأن ننقل معلومات استخباراتية جيدة في الوقت الحقيقي”، وفق أقوال تومر، ولكنه أضاف مؤكدا: “أن منع إلحاق الضرر بغير المتورطين في العمليات، من النساء والأطفال هو أهم شيء أثناء عمل السرب. لدينا عشرات أفلام الفيديو التي توثق سلاح الجو وهو يتجنب إلحاق الضرر بغير المشاركين في الهجمات حتى وإن كانت هذه الخطوة ستلحق ضررا بقواتنا. هناك حالات أطلِقت فيها صواريخ في الجو وكانت في طريقها نحو هدفها إلا أننا نجحنا في إبعادها عن مسارها لتجنب إلحاق الضرر بغير المشاركين الذين اقتربوا فجأة”.
https://www.youtube.com/watch?v=wDcPkZIdBfQ&index=13&list=PLD66E331E103B15CD
سياستنا هي تجنب إلحاق الضرر بالأبرياء قدر المستطاع وفق أقواله. “علينا نقل معلومات حول الموجودين في المواقع المستهدفة وهل يدور الحديث عن جهة نرغب في إلحاق الضرر بها أم لا وإذا لم نتوصل إلى تلك الجهة فكيف يمكننا تجنب الضرر بالآخرين. عليّ التأكد أن كل الذين ليسوا متورطين في الهجمات غير معرّضين للخطر. يعمل الكثير من الأفراد في السرب لساعات طويلة لئلا يتضرر الآخرين في الجانب الآخر. علينا أحيانا الاحتفاظ بالمعلومات سرا، ولكننا نخبر الجنود بهذه المعلومات يوميا”. ويؤكد تومر على أن هذا الموضوع يهمه شخصيا، ولمَن يعرب عن دهشته يقول تومر “شخصيًّا، أعتقد أنه إذا ارتكب شخص ما عملا سيئا، فيجب إلحاق الضرر به، ولكن إذا كان لدي شك أنه بريء فأستبعد الشك أولا. وفي حال كنت مخطئا واتضح أنه كان مذنبا حقا سأصل إليه في المرة القادمة”.
رفض تومر الرد عن الإجابة إذا كان السرب ينجح في تحسين قدراته في الاغتيال المحدد. فبدلا من ذلك أجاب “هناك الكثير من المهام في كل حلبة. نحن مستعدون إلى أنه قد يحتدم القتال في كل حلبة حتى وإن ساد فيها الهدوء في لحظة معينة”.
رغم ماضي السرب الطويل، بدأ يعمل في عملية “الجرف الصامد” في صيف 2014 فقط بالتعاون المباشر مع القوات البرية. “كانت عملية “الجرف الصامد” نقطة تحوّل في مفهوم سلاح الجو ومفهوم السرب لأهمية عمله ودوره في الحرب. حتى عملية “الجرف الصامد” كان السرب يعمل ضمن سلاح الجو وينقل معلومات إليه أولا. أما في عملية “الجرف الصامد”، بسبب وقوع بعض الأحداث التي لم يكن من المتوقع أن يشارك السرب فيها، إذ ظل جزء منها سريا، نشأ تعاون جديد بين سلاح الجو والقوات البرية”.
عندما سُئل تومر عن دخول الطائرات دون طيار إلى مجال التجسس، مقارنة بالمخاطر التي تتتعرض لها الطائرات مع طيار فوق سماء العدو بهدف نقل المعلومات، قال تومر: “في الواقع هناك مواقع علينا الطيران بعيدا حتى الوصول إليها ولكن لدينا أنظمة تتيح لنا الرؤية بعيدا. لا يتعين علينا اجتياز الحدود إلى سوريا أو لبنان للتوصل إلى معلومات دقيقة حول ما يحدث في الجانب الآخر من الحدود”.