كانت آخر مرّة قوبل فيها نتنياهو باللغة العبرية قبل نحو ثلاثة أيّام من الانتخابات التي جرت يوم 22 كانون الثاني 2013، الانتخابات التي دعمت فيها أكثرية الإسرائيليين استمرار رئيس الحكومة في منصبه.
قدّمت أخبار القناة الثانية الإسرائيلية أمس تقريرًا يشدّد على رفض نتنياهو الإجابة عن أسئلة الإعلام في نهاية المؤتمرات الصحفية والتصريحات المختلفة. حتّى إنّ نتنياهو ألغى مناسَبات سنويّة كان يُجري فيها مقابلات مع الإعلام، كما في يوم الاستقلال الإسرائيلي ورأس السنة اليهودية، كما ألغى مؤتمرًا صحفيًّا يُجرى كلّ عام في 29 تشرين الثاني، اليوم الذي صادقت فيه الجمعية العامّة للأمم المتحدة على برنامج التقسيم لإقامة دولة يهودية في فلسطين.
رغم أنّ أسلافه في رئاسة الحكومة لم يُحبّوا المقابلات، يبقى الصمت سنةً كاملة حدثًا شاذًّا. فقد كانت المقابلات الوحيدة التي أجريت مع نتنياهو بالإنجليزية مع وسائل إعلام أجنبيّة، لا سيّما في الولايات المتحدة وأوروبا، لكنّ هذه لا تتعلّق مباشرةً بما يجري في إسرائيل، وتُعتى بشكل خاصّ بالقضايا الخارجيّة، بحيث لا يكون نتنياهو مضطرًّا حقًّا لتقديم حساب للمُواطنين.
حتّى BBC الفارسيّة أجرت مقابَلة مع نتنياهو، توجّه فيها إلى الشعب الإيراني، لكن في إسرائيل، لم يُجَب على أيّ سؤال من الإعلام الإسرائيلي. بالتبايُن، أجرى الإعلام الإسرائيلي مقابلات مع عدّة زعماء عالميين، بينهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ما يُبرز أكثر صمت نتنياهو المُطبق.
وكما شدّد التقرير الإخباريّ، لا يمكن قبول وضع لا يتحدث فيه الزعيم إلى الشعب ولا يجيب عن أسئلة إعلام بلاده في أيّة دولة ديموقراطية. فقد أجرى الرئيس الأمريكي أوباما في السنة الماضية ما لا يقلّ عن 95 مقابلة مع إعلام بلاده، تخطّت المستشارة الألمانية الخمسين مقابلة، أجرى بوتين 8 مقابلات، وحتّى الرئيس السوري بشّار الأسد أجرى 5 مقابلات مع الإعلام السوري.
إذًا، لمَ يلتزم نتنياهو الصمت؟ ممَّ يخاف؟ في الاستطلاعات التي جرت بعد سنة على الانتخابات، يبدو أنه ليس هناك ما يخاف منه نتنياهو، فمكانته في الاستطلاعات آخذة في التحسُّن. يعِد ديوان رئيس الحكومة أنّه ستكون له مُقابَلة قريبًا، لكن كلما طال صمته ازداد عدد الأسئلة أكثرَ فأكثر.