لا يمكن “اتهام” قناة الجزيرة بدعمها لإسرائيل. بالعكس، ففي الأيام الأخيرة تقف الجزيرة إلى جانب حماس، وتوفر لها منصة إعلامية ليس فحسب. لهذا السبب تحديدًا، نجد أنه من المفاجئ ومن الملفت أن نجد في القناة هذا الفيديو، الذي يظهر فيه مذيع قناة الجزيرة المعروف، فيصل القاسم، وهو يتحدث عن نهج قتال الجيش الإسرائيلي مع المدنيين، وأيضًا نهج الجيش الفرنسي عندما احتل فرنسا كنهج على الجيش السوري العمل بموجبه، ويعتبره كنهج غير أخلاقي، خلال برنامجه المعروف “الاتجاه المعاكس”.
ويقول القاصم في البرنامج: “لماذا لا يتعلم الجيش السوري من جيش الاحتلال الفرنسي أيام الانتداب على سوريا؟ ألم يتوقف الفرنسيون وقتها عن قصف الثوار عندما كانوا يلجأون إلى المناطق المدنية والمساجد، احترامًا للمدنيين؟ لماذا لا يتعلم من الجيش الإسرائيلي، الذي يحاول تجنب قصف المناطق الآهلة بالسكان قدر المستطاع، في لبنان وفلسطين؟ ألا يتخذ حزب الله من المناطق المدنية ملاجئ له لأنه يعرف أن الطيران الإسرائيلي لن يقصفها؟ لماذا لا يحترم الجيش السوري حرمة جامع أو مدرسة أو حي سكني؟”
صحيح أن مقطع الفيديو تم تصويره في ينائر (كانون الثاني) 2014، ولكن ما زالت المقارنة التي يطرحها فيصل القسام ذات صلة، وحتى إن افترضنا في هذه الأيام أنه لم يكن يجرأ على طرح تلك المقارنة.
ويبدو القاسم خلال الفيلم وهو يستفز ضيفيه في الأستوديو، عندما يقول لهما – لماذا عندما يفرق الجيش الإسرائيلي المتظاهرين يستخدم خراطيم المياه والرصاص المطاطي، وبينما يُطلق الجيش السوري الصواريخ والبراميل المتفجرة…” يقول القاسم إنه من المخجل تشبيه الجيش السوري بالجيش الفرنسي أيام الانتداب وبالجيش الإسرائيلي، ولكن، يبدو أنه لا مناص أمامه، لأن المعطيات تُظهر أن تلك الجيوش أكثر أخلاقية من الجيش السوري.
بينما يعترض أحد الضيفين على كلام القاسم، الضيف الآخر (“الاتجاه المعاكس”) يؤيده ويعرض تقريرًا يُظهر عدد الأطفال والمدنيين الذين قُتلوا على يد الجيش السوري، ويريه صورهم أيضًا. بينما يغضب ويدعي الضيف الآخر أنه “لا يمكن مقارنة الجيش السوري بالجيش الفرنسي أو الإسرائيلي”، ويجيبه الضيف الآخر بأنه على حق، لأن الجيش الفرنسي أو الإسرائيلي لا يفجرون مواطني حلب بالبراميل المتفجرة.
ونشرت، في هذه الأثناء، القناة العاشرة الإسرائيلية رسمًا بيانيًا يُظهر عدد الضحايا في الشرق الأوسط منذ بداية القتال في غزة، ويظهر الرسم البياني أنه بينما قُتل في غزة إلى حد الآن 410 أشخاص (لغاية ساعة النشر، يوم الأحد”، فقُتل في سوريا 1715 شخصًا، أكثر بأربع مرات، وفي العراق قُتل 675 شخصًا.