منذ عشر سنوات، عمل صحافيون إسرائيليّون، كان جزء منهم مشهورا جدا، جاهدين للكشف عن تفاصيل متعلقة بالهجمات التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي على المُفاعِل النووي السوري في دير الزور بتاريخ 6 أيلول 2007. في حين نشرت وسائل إعلام عالمية غير ملزمة بالعمل بموجب القوانين والتقييدات الإسرائيلية تفاصيل كثيرة منذ سنوات حول الهجوم التاريخي، رفضت طلبات وسائل الإعلام الإسرائيلية نشر تفاصيل هذه الهجمة خشية من “الإضرار بأمن إسرائيل”. بالمناسبة، سمحت الرقابة بنشر اقتباسات من الصحف الأجنبية التي تحدثت عن الهجوم، إذ إن الجمهور عرف الأحداث، وكل تفاصيلها تقريبا، ولكن كان الهدف الأسمى عدم التسبب بأن يبدي بشار الأسد رده، لهذا كان الافتراض أنه إذا نُشرت أخبار في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وبدأت “احتفالات” في وسائل الإعلام (كما نشاهد في الساعات الأخيرة) فلن يستطيع الرئيس بشار تمالك نفسه.
ماذا تغيّر؟ لم تعد سوريا اليوم كما كانت في الماضي. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع نشر كتاب مذكرات إيهود أولمرت، الذي كان رئيس الحكومة الإسرائيلي أثناء تفجير المُفاعِل النووي، وقد أراد التطرق إلى الموضوع بطبيعة الحال.
بشكل طبيعي، أرادت كل جهة شاركت في الحملة، سواء كان الموساد، سلاح الجو الإسرائيلي، أو الاستخبارات العسكرية، التفاخر بالإنجازات وإبلاغ الجمهور بها. هناك شعور سائد أنه قد مر وقت كاف، لهذا يمكن التحدث عن الموضوع.
هناك نقطة هامة أخرى وهي أنه عند نشر الحقائق تُنقل رسالة إلى جهات أخرى في المنطقة تعمل على تطوير أسلحة نووية مثل إيران. التوقيت حساس: قبل وقت قصير من اتخاذ قرار الإدارة الأمريكية إذا كانت ستنحسب من الاتّفاق النوويّ، مما سيؤدي إلى تصعيد الأوضاع.
بالمناسبة، رئيس الحكومة نتنياهو ليس راضيا إلى حد كبير من النشر، لأنه يثني على رئيس الحكومة السابق، إيهود أولمرت، الذي يهاجمه بشدة في هذه الأيام. يعود الدعم الذي يبديه الجمهور لنتنياهو، بشكل أساسي، إلى كونه “سيد الأمن”، ولكن تذكير الجمهور بأن هناك زعماء اتخذوا قرارات جريئة قبل نتنياهو لا يرفع من مكانة نتنياهو. لهذا منذ ساعات الصباح، يعارض مؤيدو نتنياهو نشر المعلومات في الشبكات الاجتماعية ويشيرون إلى أن قرار الجيش هو قرار سياسي.