قُبَيل الانتخابات المحلية في تونس، اختار حزب “النهضة” الإسلامي مرشحا يهوديا في قائمة المرشحين في مدينة منستير. سيترشح سيمون سلامة، الذي وُلد وترعرع في مدينة منستير، للانتخابات المحلية التي ستُجرى في أيار، كجزء من التغييرات في الحزب، الذي كان متضامنا في الماضي مع “الإخوان المسلمين”. أثار قرار ضم سلامة انتقادا وغضبا لدى جهات دينية وليبرالية على حدٍّ سواء.
سلامة ابن 56 هو المرشّح اليهودي الأول في حزب “النهضة”. في مقابلات معه لوكالات الأنباء، أوضح أن لديه ولدى كل اليهود في الدولة حق المشاركة في السباق الديمقراطي السياسي، كسائر مواطني الدولة. “النهضة هو حزب يتضامن مع الإسلام ومنفتح. لو عرض علي حزب آخر الترشح، كنت سأتردد. هدفي هو خدمة سكان منستير”، قال سلامة.
وأوضح أيضا، أنه عندما كان صغيرا كان في المدينة كنيس، كنيسة، ومسجد. “رغم أن الأطفال في المدينة كانت لديهم عقائد مختلفة إلا أن جنسيتنا كانت شبيهة”، قال. يعيش اليوم ما معدله 1500 يهودي في تونس، ومعظمهم من سكان مدينة جربا الواقعة جنوبا.
كما ذكر آنفا، تعرض سلامة لانتقادات من كل حدب وصوب. ادعى جزء من مؤديدي حزب “النهضة” أن ترشح يهودي ليصبح قائدا على المسلمين يخالف الشريعة معربين عن دهشتهم. في المقابل، يعتقد معارضو حزب النهضة الليبراليون أن الحديث يجري عن لعبة سياسية من جهة الحزب، تهدف إلى كسب الأصوات الأخرى في مدينة منستير. يقدر محللون آخرون أن الخطوة التي قام بها الحزب جاءت رغبة منه في أن يعرض نفسه كحزب منفتح وعصري، مفتوح أمام العلمانيين أو غير الإسلاميين، بهدف أسر قلوب الناخبين الليبراليين.