مواجهة متعددة المشاركين بين الوزراء لبيد، ليفني وبينيت في مؤتمر “هرتسليا” السياسي الليلة. في سلسلة من الخطابات التي ألقوها الواحد تلوَ الآخر، قام الوزراء الثلاثة بطرح رؤيتهم السياسية. بينما دعا لبيد وليفني إلى ترسيم خارطة تفصل بين إسرائيل والفلسطينيين، فقد عرض بينيت خطّته لضمّ جزء من أراضي الضفة الغربية.
بالمقابل، دعا وزير المالية يائير لبيد إلى إيقاف البناء خارج الكتل الاستيطانية. وقد أدان لبيد فكرة ضمّ إسرائيل لأراضي المستوطنات بوصفه عمل “هلوسة”، وصرّح بأنّه فيما لو تمّ ذلك فسيُسقط حزبه الحكومة. “إنْ كانت هناك محاولة لضمّ حتّى ولو مجرّد مستوطنة واحدة من جانب واحد فإنّ “هناك مستقبل” لن تنسحب فقط من الحكومة؛ بل إنّها ستُسقطها”، قال لبيد. ودعا لبيد رئيس الحكومة، نتنياهو، أن يعرض مرّة واحدة وإلى الأبد خارطة الحدود المطلوبة من قبل إسرائيل.
ولقد شدّد لبيد في كلامه على تدهور العلاقات بين إسرائيل والولايات المتّحدة والذي حدث بسبب اعتراف الولايات المتحدة بحكومة الوحدة الفلسطينية. “نحن نتواجد في أزمة غير مسبوقة في العلاقة بين إسرائيل والولايات المتّحدة، ويجب إعادة العلاقات إلى وضعها الطبيعي”. وحسب كلام لبيد: “ستكون هذه هي الخطوة الأولى في طريق العودة إلى طاولة المفاوضات”.
بالمقابل، عرض وزير الاقتصاد نفتالي بينيت العكس تمامًا: ضمّ الأراضي التي تقع فيها المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، والتي يعيش فيها حسب أقواله 400,000 يهودي و 70,000 عربي فحسب. وفق خطّة بينيت، سيتمّ أولا ضمّ “جوش عتصيون” القريبة من القدس. “لا يمكن لشعب أن يحتلّ بلاده”، صرّح بينيت بصوت عال، وهو تصريح حاز على تأييد كبير من قبل الجمهور.
أما بخصوص بقية أراضي الضفة الغربية، فاقترح بينيت أن يتمتع الفلسطينيون الذين يعيشون فيها بحكم ذاتي وحرية حركة تامّة. “العربي الذين يعيش في جنين يمكنه السفر إلى الخليل دون أن يجتاز أيّ حاجز”، قال بينيت. ومع ذلك، فقد دعا إلى حرية الحركة للجيش الإسرائيلي بشكل كامل في جميع أنحاء الأراضي المحتلّة، قائلا: “عندما تغادر إسرائيل، تدخل حماس”.
“انتهى عصر أوسلو”، صرّح بينيت حول الفرق بين برنامجه السياسي وبين البرامج التي كانت متعبة حتى اليوم. وقد أضاف: “بعد 21 عامًا، حاولنا فيها طريق الانسحابات وإطلاق سراح الإرهابيين، حان الوقت للاعتراف: بكل بساطة، فهذا لا يعمل. حين تهرب من الإرهاب وتلقي به فسيُطاردك. انفصلنا عن غزة فطاردتنا آلاف الصواريخ وتطاردنا حتى يومنا هذا. من يهرب من الإرهاب؛ فالإرهاب يطارده”.
وتحدّثت في المؤتمر كذلك وزيرة العدل تسيبي ليفني، حيث دعت إلى اتخاذ قرار تاريخي بالانفصال من الفلسطينيين. “إنّ المشروع الاستيطاني عبءٌ اقتصادي، أمني وقيمي على دولة إسرائيل”، قالت ليفني، والتي حظي خطابها أيضًا بتصفيق من الجمهور. “كلّ حجر يُبنى في مستوطنة معزولة هو حجر يخرج عن إطار شرعية إسرائيل”.