تم الإعلان عن الملازم هدار جولدين شهيدًا للجيش الإسرائيلي بعد يوم ونصف من المواجهة مع مقاتلي حماس في رفح. قبل تأكيد وفاته، كان يُفترض في الجيش الإسرائيلي أنه أصيب على ما يبدو نتيجة انفجار الإرهابي المنتحر، الذي تسبب بموت جنود آخرين وألحق إصابة جسمانية بالجندي جولدين.
في هذه الظروف، الأداة المركزية التي يستعملها الطب الشرعي لكي يقرر تشخيص ووفاة جندي، هي فحص الحمض النووي المنزوع الأوكسجين. يمكُن إجراء الفحص، بالإضافة لفحص التعرّف على الجندي، أيضًا بواسطة فحص لأي الأنسجة والأعضاء في الجسم تتبع البقايا التي تم العثور عليها ميدانيًّا. استنادًا إلى النتائج التي تشير إلى إصابة بليغة في الأعضاء الحيوية، فكان استنتاج الطواقم الطبية أن الملازم هدار جولدين قُتل خلال نفس المواجهة ولم يتم احتجازه حيًّا من قبل حماس. تتطلب قوانين الشريعة اليهودية، أيضًا اعتراف الحاخامية العسكرية بالإعلان عن أن الجندي قد أُصيب في المعركة كشهيد الجيش الإسرائيلي.
تندمج النتائج الطبية التي تم تحديدها أيضًا مع تحليل وبحث تسلسل مجريات الحادث في رفح. حسب الاستقصاء فإنه تم خطف جولدين على يد مقاتلي حماس داخل نفق طويل، ومن ناحية طبية، على ضوء الإصابة البالغة في أعضائه، ساد الاعتقاد في الجيش الإسرائيلي أنه حتى إذا كان جولدين حيًّا فإن مقاتلي حماس كانوا معنيين لإخلائه إلى مكان يمكن به تقديم عناية طبية له – فإن هذا الأمر لم يكن ممكنًا. حسب مصادر، حماس تدرك القدرات التكنولوجية لدى إسرائيل التي تمكّنها من معرفة الوضع الجسدي لأي جندي استنادًا إلى النتائج في ساحة المواجهات، ولهذا هم يحاولون إخفاء أي دلائل ممكنة من ساحة القتال، بهدف محاولة زيادة عدم التأكد فيما يتعلق بالجنود الذين تم أسرهم. في حالة جولدين، كما ذكرنا، فإن القوات في ساحة المواجهة نجحت في إيجاد أجزاء من جثته وهذه ستتم مواراتها التراب.
حالة التأكد فيما يخص مصير الجنود الذين تم أسرهم – هل هم بين الأحياء أو الأموات – تصبح مسألة معقّدة عندما تكون قائمة الأدلة في المنطقة محدودة أو غير موجودة بالمرة. في حالة بيني أفراهام، عدي أفيتان وعمر سواعد الذين خُطفوا في هار دوف (على الحدود الإسرائيلية اللبنانية) في شهر كانون أول سنة 2000 على يد حزب الله، مضت سنة قبل أن يتم إقرار وضعهم كشهداء معارك إسرائيل والذين لا يُعرف مكان دفنهم. فقط في شهر كانون الثاني سنة 2001 بدء أبناء عائلاتهم بانتحاب سقوطهم، وفقط في 29 كانون الثاني تم دفن جثثهم في إسرائيل، ضمن عملية تبادل الأسرى. في حالة الجنود إلداد ريجف وإهود جولدفاسر اللذين تم اختطافهما، في شهر حزيران سنة 2006 أيضًا من قبل حزب الله، لم يتم إقرار وضعهما حتى إعادة جثمانهما في شهر تموز 2008.
واجهت الحاخامية العسكرية في عملية الجرف الصامد حالتين من عدم التأكد حول مصير الجنود، ولكن بخلاف الجهاز العسكري سابقًا في هذه الحالات، لم تبقَ عائلات الشهداء في حالة عدم تأكد لوقت طويل وقبلوا قرار الجيش الإسرائيلي أن أبنائهم فعلا سقطوا.