شاهد كل إسرائيلي تقريبا سافر في رحلة جوية من إسطنبول إلى تل أبيب مشهدا غريبا – تكون الرحلات الجوية من تركيا إلى إسرائيل مليئة بالرجال الإسرائيليين وهم في طريق عودتهم إلى البلاد بينما تظهر نقاط حمراء بارزة على رؤوسهم المحلوقة، وتغطيها ضمادة أو شريط طبي. هذه النقاط هي شعر مزروع على رؤوسهم الصلعاء. أصبحت تركيا دولة عظمى لزرع الشعر ويستغل الإسرائيليون الفرصة لاستعادة الشعر الكامل الذي كان لديهم ذات مرة، مقابل دفع آلاف اليوروهات وقضاء عدد من أيام العطلة في تركيا.
ما زال مجال زرع الشعر في إسرائيل غير متطور مقارنة بتركيا ذات عشرات العيادات التي تهتم بهذا الموضوع. أصبح الطلب في إسرائيل على زرع الشعر كبيرا. وفق المعطيات، يعاني رجلان من بين ثلاثة رجال إسرائيليين من الصلع، أي أكثر من النصف.

سافر مئات وحتى آلاف الإسرائيليين إلى تركيا لاستعادة مظهرهم الشاب الذي خسروه بسبب الصلع. يستغل الكثير من الإسرائيليين الذين يجتازون عمليات زرع الشعر الفرصة ويتجولون في شوارع إسطنبول بين العمليات الجراحية والعلاجات الطبية للمشتريات، تناول الأكل، وقضاء وقت في السياحة. ولكن من السهل التعرّف إليهم. إنهم يتجولون وضمادة كبيرة على رقبتهم ورأسهم، ما يشير إلى أنهم اجتازوا علاجا لزرع الشعر في ساعات الصباح لتغطية رأسهم بالشعر.
يدفع كل إسرائيل يعاني من الصلع ويجتاز في تركيا عملية زرع الشعر مبلغ 2000-4000 يورو وهناك مئات الإسرائيليين الذين يجتازون عملية كهذه سنويا. تصل عائدات تركيا من عمليات زرع الشعر إلى نحو مليار دولار سنويا. في الواقع، هناك عدد من العيادات التركية التي أصبحت شعبية لدى الرجال الإسرائيليين الصلعان، لدرجة أنه افتُتحت صفحات فيس بوك بالعبرية ومراكز تسويق لهذه العمليات في إسرائيل. هل ستواصل هذه الصرعة تقدمها في ظل الأزمة الدبلوماسية الجديدة بين البلدين بعد الأحداث على الحدود مع غزة؟ ستخبرنا الأيام.