نُشر أمس أن رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وافق على تركيب كاميرات مراقبة لترصد على مدار الساعة ما يحدث في الحرم القدسي الشريف كي تُظهر أن إسرائيل لا تغيّر الوضع القائم ولا تسمح بالتقسيم الزماني أو المكاني للمسجد الأقصى، ولا تسمح بصلاة اليهود في المكان.
وقد تم تحقيق الموافقة على تركيب هذه الكاميرات بوساطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري واستنادا إلى اتفاق السلام بين إسرائيل والأردن الذي تم التوقيع عليه قبل 21 عاما تماما، والذي يقرّر أنّ هناك دور خاص للمملكة الأردنية في الحفاظ على الأماكن المقدسة.
وردّت وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريغيف، على قرار نتنياهو مرحّبة به. قالت ريغيف: “لقدّ مرر نتنياهو اليوم قرارا مهما جدا، والذي خاف منه مثيرو الشغب والمحرّضون بحقّ. إن حقيقة أن جبل الهيكل سيكون محاطا كله بالكاميرات ستسمح لنا بأن نثبت لكل العالم أنّ من ينتهك الوضع القائم هم مثيرو الشغب المسلمون”.
ومع ذلك، أعربت ريغيف عن أسفها لكون اليهود لن يتمكنوا من الصلاة أيضًا في الحرم القدسي الشريف، وقالت: “ليس جديدا أن اليهود لا يصلّون في جبل الهيكل. هذا تماما هو الوضع القائم. في الواقع الاعتيادي كان بإمكان كل شخص أن يصلي في مكانه المقدس”.
وذكر مراسل صحيفة “هآرتس” نير حسون اليوم أنّ فكرة تشغيل الكاميرات من أجل تهدئة النفوس حول المسجد الأقصى ليست جديدة، وقد وافقت إسرائيل من قَبِل عام 2007 على وضع كاميرات تثبت أنّ إسرائيل لا تحفر تحت المساجد، بل ودعت وفدا تركيا ليدلي بشهادته حول هذا الموضوع.
أما من يحتج على قرار نتنياهو فهم النشطاء اليهود الذين يسعون إلى السماح بصلاة اليهود في الحرم القدسي، وعلى رأسهم يهودا غليك الذي مرّ بمحاولة اغتيال فلسطينية لحياته بسبب نشاطه. كتب غليك في صفحته على الفيس بوك: “إن الصلاة هي عمل داخلي روحاني لا يمكن لقوة الجيش أو الشرطة أن تمنعها. لن يتم تحديد الواقع في جبل الهيكل من خلال خطابات ولا حتى من خلال التزامات دولية بوضع كاميرات، وإنما من خلال الحقائق على الأرض”.
وكتب أيضًا الناشط اليهودي أرنون سيغل الذي يؤيد صلاة اليهود في نفس المكان: “إن تصريح رئيس الحكومة غير ملزم لزائري جبل الهيكل، وغير ملزم لكل يهودي مخلص”. ودعا سيغل اليهود إلى الاستمرار في الصلاة في الحرمعلى الرغم من تصريحات نتنياهو.