في مقابلة مع قناة “الميادين” المتماهية مع حزب الله، سُئل وزير الخارجية اللبناني عن عدة مواضيع تقع تحت مسؤولياته، ولكنه وقع في الفخ بسبب سؤال واحد وهو إذا بدأت مرحلة التطبيع بين الدول العربيّة وإسرائيل؟ في لبنان الذي يُحظر التطبيع مع إسرائيل أكثر من أية دولة أخرى، لدرجة أن الممثلين اللبنانيين يتجنبون الصعود على المنصة ذاتها التي يصعد عليها الإسرائيليون في إطار عملهم، هناك طريقة واحدة للرد عن هذا السؤال وهي الشجب التام.
ولكن جبريل باسيل، وزير الخارجية اللبناني من حزب الرئيس ميشال عون، حزب التيار الوطني، قد رد بشكل مغاير إلى حد معين. لقد أعرب عن رأيه المعتدل موضحا: “ليس لدينا أي جدال أيديولوجي مع إسرائيل، ولا نعارض وجودها وحقها في الحفاظ على أمنها. يتعين على كل الشعوب عن تعيش بسلام وتعترف ببعضها بعضا. الشعب اللبناني يريد العيش بسلام مع الشعوب الأخرى، حتى وإن كانت تختلف عنه، ولكن سيتحقق هذا فقط إذا أعرب الجانب عن رغبته في ذلك، ولكن الجانب الآخر لا يريد ذلك”.
وأثارت أقوال باسيل، التي لا تبدو مميزة لو ذُكرت في أية دولة أخرى، ضجة عارمة. لكن، نفت وزارة الخارجية تلك الأقوال معربة أن قناة “الميادين” قد حرّفت أقوال الوزير. فقد “عدّلت” أقواله لافتة إلى أن القناة أوضحت في وسائل الإعلام أنه وفق رأي الوزير فإن “إسرائيل كيان هجومي يدير دولة إرهابية”. لقد اهتم الصحافيون بهذا المقطع من أقوال باسيل، الذي نشرته “الميادين” في كل شبكات التواصل الاجتماعي. دعا جزء من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي إلى إقالة الوزير باسيل.
وتحدثت الصحف الإسرائيلية عن الضجة التي أثارتها تصريحات باسيل وعن حجمها بصفتها تصريحات حذره. أفاد بعض التقارير الإسرائيلية أن أقوال باسيل تعتبر “جريئة” ولكنها أكدت أنها لا تمثل رأي الأغلبية في لبنان تجاه إسرائيل، مؤكدة وأنها لا تحظى بأهمية كبيرة في الواقع.