يتم تقسيم أوقات التعليم والعطل في الحلقات الدينية في المجتمع اليهودي المتديّن (“حريديم”) وفقا للأعياد اليهودية. تنقسم كل سنة إلى ثلاث “فترات”: “فترة أيلول”، “فترة الشتاء” و “فترة الصيف”، حيث إنّ كل واحد منها يقع بين عيدين يهوديين. بين كل واحدة من تلك الفترات التعليمية المتتالية هناك عطلة قصيرة تدعى “بين الفترات” والتي يتم تسريح الطلاب فيها إلى منازلهم لقضاء وقت مع أسرهم واستعادة القوى من أجل الفترة التعليمية المتتالية القادمة. تحل عطلة “بين الفترات” الأكثر مركزية في السنة في الصيف، وتبدأ بعد انتهاء صيام التاسع من آب (انتهى الصيام هذا العام في 14.8.16) وتستمر لنحو ثلاثة أسابيع.
بما أن عطل الجمهور المتديّن قليلة ومركّزة في تلك الفترة القصيرة، ووجهات قضاء أوقات المتعة المسموح بها لهم قليلة، يمكننا أن نرى ازدحاما كبيرا جدا في أماكن معينة. أحد تلك الأماكن، بشكل مفاجئ، هو شاطئ البحر.
خشية من التعرض لمشاهد غير محتشمة، يزور المتديّنون فقط شواطئ السباحة التي تفصل بين الرجال والنساء تماما، وتوفر إمكانية التغلب على الخوف من مصادفة نساء وهن يسبحن. هناك فقط أربعة شواطئ سباحة معدة للنساء أو الرجال في أنحاء البلاد، ولذلك يمكننا أن نرى فيها في هذه الفترة مشهدا نادرا لمئات الرجال، من الشيوخ وحتى الرضّع، ذوي قلنسوات، لحى وسوالف، تملأ رقعة الشاطئ.
اعتاد الجمهور المتديّن قضاء عطلة “بين الفترات” في حضن الأسرة، التي تخرج لرحلات في أرجاء البلاد، للاستجمام في الفنادق وأحواض السباحة، الينابيع، وشواطئ البحر (مع الحرص الشديد على الفصل بين الرجال والنساء).
صدرت في الماضي انتقادات ضدّ غياب الوعي البيئي بين أبناء المجتمع المتديّن، والذين بعد أن زار الكثير منهم أماكن الترفيه الشعبية، اعتادوا في الكثير من الأحيان على ترك الحدائق، الشواطئ، ومسارات الرحلات مليئة بالنفايات. أما اليوم فقد ارتفع الوعي حول موضوع جمع النفايات وتنظيف البيئة الطبيعية، لذلك أصبحت ظاهرة الأوساخ والنفايات آخذة بالانخفاض.