يعزم وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الذي لا يكلّ على تحقيق تقدم تاريخي في المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية، وقال إنه اختار قضاء يوم ميلاده السبعين في طريقه للمرة التاسعة لزيارة القدس ورام الله.
كذلك فإن الثلج والأجواء الشتائية – التي يتعامل معها سكان الشرق الأوسط بجدية كبيرة – لم تغيّر من برنامج كيري شديد العزم. ويقول المقربون منه أنه لا يأبه للنقد الموجه لرحلاته المتكررة وأنه سيأتي إلى هنا أكثر وأكثر، وفقًا للضرورة، حتى أن يتم إنجاز اتفاق نهائي.
والموضوع الذي يقف الآن في مركز الجدل (قبل أن البدء في نقاش موضوع القدس، اللاجئين وغيرها)، هو سؤال الوجود الإسرائيلي في غور الأردن. بالنسبة للإسرائيليين، فإن التنازل عن سيطرة الجيش هو أمر غير مقبول. وإذا كان الإسرائيليون قلقين في يوم ما في السابق من اجتياح عسكري من الجبهة الشرقية، فإن قلقهم تغير تغييرًا دراماتيكيا حاليًا. إنّ تدفق اللاجئين من سوريا والعراق، يشمل بداخله أيضًا عناصر مرتبطة بمجموعات إرهابية مختلفة، سلفية وغيرها. أحد السيناريوهات التي يخشون منها في إسرائيل بشكل خاص هو انهيار حكم عباس في الضفة الغربية، الأمر الذي قد يحوّل المنطقة إلى شيء شبيه بـ “غزة 2″، مع صواريخ يمكنها أن تضرب نقاطًا استراتيجية في إسرائيل، كمطار بن غوريون الدولي وتل أبيب.
هذا هو السبب الذي جعل نتنياهو يستثمر المليارات في بناء الجدار على طول الحدود، ولكن الأمريكيين يعتقدون أنه يمكن حل المشكلة بواسطة القليل من الإبداع: جولات لمراقبين دوليين على طول الجدار، استخدام وسائل تكنولوجية كالأقمار الصناعية وغيرها.
ويرد الفلسطينيون والإسرائيليون على مقترحات كيري بانعدام ملفت للحماس. يطلب الفلسطينيون سيطرة كاملة على المنطقة، دون وجود عسكري إسرائيلي. فبالنسبة لهم، لا يمكن قبول وضع يبقى فيه جنود إسرائيليون على أرض الدولة الفلسطينية. لا يريد الإسرائيليون العودة مجددًا إلى التجربة الفاشلة للانسحاب من غزة، والتي انتهت بعشرات الآلاف من الصواريخ التي استهدفت مراكز سكنية داخل البلاد. يبدو أن المرة القادمة ستعتمد بشكل كبير على عناد كيري.