في ظل موجة كبيرة من الهجمات السياسية والشخصية ضده، نشر وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، اليوم بيانًا شخصيًّا أعرب فيه عن أسفه لاستخدامه كلمة “أبارتهايد” لوصف الأبعاد الممكنة في حال تعثر المسيرة السياسية حول مستقبل إسرائيل.
بالأمس، تم تسريب شريط مسجل لجون كيري خلال حديث أمام زعماء العالم قال فيه إنه “إذا لم يتم تطبيق حل الدولتين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في الوقت القريب، فإن إسرائيل ستتحوّل إلى دولة أبارتهايد”، إلا أن كيري تراجع اليوم عن أقواله قائلا:” لو كان باستطاعتي العودة إلى الوراء لاستخدمت كلمة أخرى”.
وفي البيان الذي نُشر قال كيري: “خلال فترة ثلاثين عامًا في مجلس الشيوخ الأمريكي، ليس أنني تكلمت لصالح إسرائيل فحسب، بل قمت بالتصويت لصالحها عندما اقتضت الضرورة. كوزير خارجية الولايات المتحدة قضيت ساعات عمل بلا نهاية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنامين نتنياهو ووزيرة العدل ليفني، وكل هذا لأنني أومن بمستقبل تريده وتسعى إليه إسرائيل. أريد أن أرى حل الدولتين يُطبق ويضمن دولة يهودية آمنة إلى جانب دولة فلسطينية مزدهرة. وأنا أعمل من أجل هذا الهدف”.
قال كيري أيضًا: “لن أسمح لأي أحد بالطعن في التزامي تجاه إسرائيل، خاصة أن هذا الطعن تقف وراءه أسباب حزبية-سياسية، لذا أنا أريد أن أكون واضحًا في كل ما أومن به وبما لا أومن به.
بداية، إسرائيل دولة ديمقراطية، وأنا لا أومن، وأيضًا لم أقل ذلك إما في العلن أو في حديث خاص بأن إسرائيل هي دولة أبارتهايد، أو أن هناك نيّة لديها للتحوّل إلى ذلك. كل من يعرف شيئًا عني يعرف ذلك دون أدنى شك”.
هذا البيان الشخصي، والذي يصفه البعض بالمهين، قرر كيري نشره في محاولة لوضع حد لردود الفعل والانتقادات الغاضبة لاستخدامه كلمة “أبارتهايد” في خطابه أمام المنتدى الخاص “اللجنة الثلاثية” حيث قام مراسل موقع ديلي بيست، جوش روغين، بتسجيل أقواله سرًا.
وفي ختام بيانه لسع كيري إسرائيل عند ذكره تصريحات مماثلة لليفني وأولمرت حول كوْن إسرائيل دولة أبارتهايد، قائلا: “ذكر جميعهم الخطورة في الأبارتهايد للتشديد على الخطرالمستقبلي في حال وجود دولة واحدة، لكننا نحن في واشنطن نفضل أن تبقى هذه الكلمة بعيدًا عن النقاش حول إسرائيل”.