يُتوقّع أن يصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى إسرائيل في زيارة ثامنة منذ بدء مهامّه. ولم يجرِ بعد تحديد موعد نهائيّ للزيارة، التي ستجري أوائل تشرين الثاني. وقالت مصادر معنية بالمفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية إنّ كيري يُتوقّع أن يلتقي في القدس رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وفي رام الله رئيس السلطة الفلسطينية أبي مازن.
ووفقًا لتقارير أجنبية، طرأ في الأسبوعين الماضيَين تسارُع في وتيرة المحادثات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، حيث عُقد حتى الآن 14 لقاءً بين وفدَي المفاوضات من الجانبَين. وقالت وزيرة العدل تسيبي ليفني، التي تترأس الوفد الإسرائيلي، الأسبوع الماضي في مقابلة مع الإعلام الإسرائيلي أنّ تقدّمًا طرأ على المفاوضات، وأنّ التقارير عن وصولها إلى طريق مسدود ليست صائبة. وتفوه بأقوال مماثلة رئيس السلطة، أبو مازن، في مقابلة مع التلفزيون الألماني.
وكما ذُكر آنفًا، التقى الأسبوع الماضي (23 تشرين الأول) رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لأكثر من سبع ساعات في منزل السفير الأمريكي في روما وزيرَ خارجية الولايات المتحدة جون كيري. وعالج اللقاء، الذي كان نصفه خلوةً ثنائية، بشكل خاصّ الشأن النووي الإيراني وعملية السلام مع الفلسطينيين.
وقال مسؤول في ديوان رئيس الحكومة حينذاك إنّ نتنياهو أعرب أمام كيري عن مواقف حادة جدًّا في الشأن الإيراني. بالتباين، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إنّ كيري أطلع نتنياهو خلال اللقاء على جولة المحادثات التي أُجريت مع إيران في جنيف، وشدّد على أنّ الولايات المتحدة تتوقع من إيران دعم أقوالها بأفعال لتقييد البرنامج النووي. وأوضح كيري لنتنياهو أنّ المحادثات مع إيران لا تزال في مراحلها الأولى، وأنّ اتصالات ستجري في الأسابيع القادمة بين إيران والدول العظمى لمحاولة إحراز تقدُّم. أمّا في الشأن الفلسطيني، فقد أطلع كيري نتنياهو على فحوى محادثاته مع وفد وزراء خارجية الجامعة العربية الذي التقى به في باريس بداية تشرين الأول. وأوضح نتنياهو لكيري أنه مهتم بإحراز تقدّم في عملية السلام مع الفلسطينيين، لكن على ضوء غياب الاستقرار في الدول العربية، فإنّ كل اتّفاق سيتطلّب ترتيبات أمنيّة مشدَّدة جدًّا.
وكما ذُكر آنفًا، سيلتقي كيري في القدس في تشرين الثاني، ليس فقط نتنياهو وأبا مازن، بل أيضًا مندوبَيه على طاولة المفاوضات – المبعوث السياسي مارتن إنديك ومستشاره المقرّب فرانك ليفنشتاين. وقرّر كيري مؤخّرًا زيادة حجم الطاقم المساعد لإنديك في مساعي الوساطة، إذ عُيِّنَت الصحفية الأمريكية لورا بلومنفلد، التي تتحدث بالعبرية والعربية، متحدثة بلسان الطاقم. كما عُيّن الدبلوماسي العريق مايكل يافيه مسؤولًا عن العلاقة بين المفاوضات وعناصر إقليميّة مثل الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي.