يعتقد وزير الخارجية، جون كيري، بأنّه فيما لو لم تصنع إسرائيل السلام مع الفلسطينيين قريبًا فقد تتحوّل إلى دولة أبارتهايد (فصل عنصري). هذا ما ذكره الموقع الأمريكي “ديلي بيست” استنادًا إلى تسجيل لكيري من محادثة له مع زعماء من روسيا، أوروبا الغربية واليابان.
إن خدام كلمة “أبارتهايد” (فصل عنصري) المثيرة للجدل ليس شائعًا في الخطاب الأمريكي في كلّ ما يتعلّق بإسرائيل وسياساتها. يتجنّب المسؤولون الأمريكيون عمْدًا استخدام هذا الاصطلاح، كي لا ينتقدوا بقسوة سياسات إسرائيل ولا يقارنوها بالسياسة التي اعتمدتها في الماضي حكومة جنوب إفريقيا ضدّ مواطنيها السود.
وقد وُجّهت في الماضي انتقادات قاسية جدّا تجاه رئيس الولايات المتحدة السابق، جيمي كارتر، حول كتابه بعنوان “فلسطين: السلام أو الأبارتهايد” والذي نُشر عام 2007. من بين جميع رؤساء الولايات المتحدة السابقين، كان كارتر هو الوحيد الذي اعتبر مؤيّدًا للفلسطينيين.
أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الماضي أيضًا عن معارضته لاستخدام المصطلح. قال أوباما حين كان لا يزال سيناتورًا ومرشّحًا لرئاسة الولايات المتحدة إنّ “إدخال مصطلح مثل الأبارتهايد للنقاش لا يدفع قُدمًا فكرة الدولتين اللتين تعيشان بجانب بعضهما البعض. إنّها كلمة مشحونة بالعواطف من الناحية الشعورية وغير دقيقة من الناحية التاريخية”.
فضلًا عن ذلك، فقد ذكر الموقع بأنّ كيري قد ألمح إلى أنّ تبديل المناصب القيادية الإسرائيلية والفلسطينية قد يؤثّر إيجابيًا على عملية المفاوضات المتعثرة. قال كيري: “إذا حدث تغيير في الحكومة أو القلوب، فإنّ شيئًا ما سيحدث”. ويترتّب على كلامه أنّ الجانبين متساويين في المسؤولية بخصوص أنّ المفاوضات عالقة ولا تجني ثمارًا.
ووفقًا للتقرير، فقد انتقد كيري البناء الإسرائيلي للمستوطنات وقال إنّ “أربع عشرة ألف وحدة سكنيّة جديدة تم الإعلان عنها منذ أن بدأنا في المفاوضات. من الصعب جدّا على كلّ زعيم أن يتفاوض تحت هذه السحابة”. ومع ذلك، لم يعرب كيري عن يأسه ممّا يجري وعبّر عن أمله بعودة المحادثات إلى مسارها.
حسب كيري، فقد درس في الأشهر الأخيرة احتمال وضع برنامج سلام شامل أمام الجانبين، وحثّهما على القبول دون تحفّظ، أو رفض تامّ. وهذا يعني احتمال أن تتّخذ الولايات المتحدة خطوة كهذه فيما بعد.