كشفت صحيفة نيو يورك تايمز في مقال واسع نُشر في موقعها، عن عدة منح كبرى تحصل عليها هيئات طبية كبرى في الولايات المتحدة وعن تأثير تلك المنح على التوصيات الطبية التي يوصى بها الجمهور العريض.
وفقا للتحقيق، تحصل العشرات حتى المئات من المنظمات الطبية والمنظمات الصحية المرموقة كل عام على ملايين الدولارات تحديدا من شركة المشروبات الغازية، والتي ثبت أكثر من مرة أنّها تساهم في السمنة المفرطة ومشاكل صحية خطيرة. على سبيل المثال، تبرّعت الشركة بـ 3.1 مليون دولار للجمعية الأمريكية لأمراض القلب، أكثر من 3.5 مليون دولار للأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة، 2 مليون دولار لشركة أمريكية للسرطان ونحو 1.7 مليون دولار لمنظمة خبراء التغذية الأكبر في الولايات المتحدة، وهي أكاديمية التغذية والحمية الغذائية، Eatright.
تم الكشف عن حجم العلاقات المالية بين كوكا كولا وهذه المنظمات في شهر أيلول، عندما نشرت الشركة قائمة مفصّلة عن المنح المالية الكبيرة والصغيرة التي قدّمتها منذ العام 2010 إلى منظمات طبية، ومنظمات لتعزيز الصحة ومنظمات جماهيرية، والتي تصل إلى 120 مليون دولار. ليس فقط أنّ هذه الأنشطة الخيرية قد منحت شركة كوكا كولا الإشادات من المنظمات الطبية ذات التأثير الكبير، بل ظهر أيضًا أنها أكسبتها حلفاء في الصراعات بينها وبين الهيئات المعارضة لاستهلاك المشروبات الخفيفة، وأثرت في حالات معينة على التوصيات الصحية الرسمية التي تتعلق باستهلاك هذه المشروبات، وصرفت الانتباه عن دورها في التسبب بالسمنة.
وهناك بالطبع هيئات أخرى ومفاجئة ارتبطت بكوكا كولا. خصّصت أكاديمية التغذية والحمية الغذائية، التي حصلت من كوكا كولا على 1.7 مليون دولار منذ العام 2010، صفحة كاملة للشركة في موقعها على الإنترنت ووصفتها بأنّها “الراعي الرئيسي”. وقد سمحت لمعهد المشروبات للصحة والعافية (Beverage Institute for Health and Wellness) التابع لكوكا كولا أن يمنح شهادات استكمال لأعضائها.
ويظهر من القائمة أيضًا أنّ كوكا كولا قد قدّمت منحًا كبيرة أيضًا لمنظمات جماهيرية، ومن بين ذلك أكثر من 6 ملايين دولار لـ “أندية الفتيان والفتيات في أمريكا (BGCA)”. وقد تبرّعت أيضًا بمئات آلاف الدولارات لمنظمات الأقليات مثل المنظمة الأمريكية الكبرى والرائدة لحقوق السود (NAACP)، التي حصلت على 500 ألف دولار منذ العام 2010، والاتحاد الإسباني، الذي حصل على 325 ألف دولار. وتجدر الإشارة إلى أنّ الدراسات في الولايات المتحدة تظهر أنّ معدّل الوزن الزائد مرتفع بشكل خاصّ في أوساط الأقليات.