يزداد في الآونة الأخيرة في المجتمع الإسرائيلي الجدل بشأن الميزانية الأمنية. إن الجيش الإسرائيلي يتعامل مع الكثير من التحديات الأمنية – جنوبًا في مواجهة حماس في قطاع غزة، أما شمالا في التعامل مع أعمال تخريبية والامتناع عن خوض حرب أخرى مع حزب الله في لبنان أو منع تغلغل الحرب الأهلية في سوريا إلى أراضي دولة إسرائيل. كذلك في الغرب توجد للجيش الإسرائيلي تحديات أمنية كبيرة: منع تشكّل منظمات تخريبية في الضفة الغربية والحفاظ على الأمن على الحدود مع الأردن وزيادة الأمن في غور الأردن بسبب الأعمال الإرهابية والجهاد العالمي.
تعتبر ميزانية الأمن في دولة إسرائيل الأعلى نسبيًّا من بين ميزانيات الأمن في دول العالم، وتصل نسبتها لعام 2014 مبلغ 51 مليار شاقل (14.6 مليار دولار في السنة، حيث يُعتبر ذلك انخفاضًا مقارنة بميزانية العام 2013، التي بلغت فيه 14.9 مليار دولار). لا تشمل هذه الميزانية الإضافات الخاصة التي تطلبها المنظومة الأمنية بين الحين والآخر لمواجهة تحديات جديدة وغير متوقعة.
لقد أجريت مؤخرًا مقابلة مع قائد الأركان، بيني غانتس، في وسائل الإعلام، واشتكى بأن أجر جنوده منخفض بشكل فعلي، ما يتطلب منهم إكمال الدخل عن طريق الأعمال المتوفرة أو تلقي الدعم المادي من آبائهم من أجل العيش.
يبيّن فحص دقيق لمعطيات الأجور الخاصة بالمسؤولين الكبار في جيش الدفاع صورة مختلفة تمامًا. بموجب معطيات الأجور لسنة 2012، يتقاضى المسؤولون الكبار في الجيش الإسرائيلي أجرًا ليس قليلا، وحتى أنهم في بعض الحالات يتقاضون راتبًا أعلى من زملائهم في أغنى وأقوى جيش في العالم، وهو جيش الولايات المتحدة.
في الجيش الإسرائيلي هناك 3 درجات (عميد، لواء، فريق) تقابل مكانة الجنرال والأدميرال في الجيش الأمريكي. ثمة في الجيش الأمريكي عشرات الجنرالات والأدميرالات برتبة عالية من أربع نجوم. يحمل الدرجة ذاتها أيضًا رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية ونائبه، رؤساء الهيئات وضباط ميدانيين، لكن أجرتهم أعلى وتصل 21.147 دولارًا.
سبل الخدمات في الجيش الإسرائيلي والأمريكي ليست نفسها، لكن نتيجتها متشابهة من ناحية الراتب والمخصصات. تؤخذ بالحسبان الأقدمية في أجرة رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي، الفريق بيني غانتس، منذ أن تجند للخدمة الإلزامية في عمر 18. أما الضابط الأمريكي، مثل رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية، الجنرال مارتن ديمبسي، تؤخذ أقدميته بالحسبان فقط منذ عمر 22، بصفته خرّيج الأكاديمية العسكرية الأمريكية West Point (أو الكلية المدنية في دول أخرى). لكنّ ديمبسي سيخرج للتقاعد فقط في عمر 62 حتى 63 عامًا، في حين يُتوقع أن يخرج بني غانتس للتقاعد في جيل 55 أو 56 عامًا.
إن راتب غانتس أعلى من راتب الضباط ذوي الدرجة الأرفع في الولايات المتحدة، الذين يستقرون في البنتاغون وذوي رتبة ثلاثة نجوم، مثل رئيس قسم القوى العاملة في الذراع البرية ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية. حسب النسبة التي يعادل فيها كل 3.5 شاقل مبلغ دولار- فإن الفريق الإسرائيلي يتقاضى 77,605 شاقلا، أما الأمريكي فيحصل على 61,026 شاقلا. يتقاضى رئيس هيئة الأركان في الجيش أكثر من جنرال ذي أربع نجوم (69,167).
يتقاضى لواء في الجيش 57,476 شاقلا؛ أما نظيره الأمريكي فيبلغ راتبه- 50,183 شاقلا. راتب العميد هو – 48,055 مقابل 43,214 شاقلا. تبدأ الصورة في التغيّر مع العقيد – 36,852 شاقلا مقابل 37,945 شاقلا والمقدَّم (29,021 مقابل 30,362). إن راتب الرائد منخفض بشكل واضح: 19,352 في جيش الدفاع، مقابل 25,746 في الجيش الأمريكي. النقيب الأمريكي يتقاضى ضعفين من الإسرائيلي- 22,057 شاقلا مقابل 11,188 شاقلا.