بعد دقائق قليلة من التقارير الأولية عن حادثة إطلاق النار في منطقة جبل دوف، انتشرت في إسرائيل إشاعات ومخاوف كثيرة، ومن بينها الخوف من اختطاف جندي إسرائيلي، وتسلّل خلية عسكرية إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.
وخلال الضجيج الإعلامي وعدم الوضوح، نشر حزب الله صورة لمركبة عسكرية تشتعل بالنيران كتوثيق للعملية. نُشرت الصورة في قناة الميدان.
نشر الإعلام الإسرائيلي الصورة مع بعض التحفّظ، ونسبها إلى نشرها في القناة اللبنانية. ولكن، سرعان ما تبيّن بأنّها كذبة لحزب الله، ومحاولة لزرع الرعب الكاذب في أوساط الشعب الإسرائيلي. لا تخصّ المركبة المحروقة والتي نُشر عنها الجيش الإسرائيلي إطلاقا، وقد نُشرت الصورة الأصلية قبل سنوات.
اتّضح خلال وقت قصير بأنّ النشر كان تزويرا، وإسنادا كاذبًا. أظهر فحص قصير بأنّها مركبة أمريكية من نوع “سترايكر” استخدمها الجيش الأمريكي في حربه بأفغانستان، بعد هجوم 11 أيلول عام 2001.
وقد التقطت الصورة نفسها قرابة عام 2005، بل وربّما قبل ذلك، في أفغانستان. تمّ عرض الصورة نفسها في عناوين عديدة غطّتْ الحرب الأمريكية في أفغانستان.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تعرض فيها التنظيمات التي تحارب إسرائيل أدلة كاذبة من أجل تبرير موقفها أو تقديم صورة انتصار مشوّهة للرأي العام. في حزيران عام 2014، بعد أنّ اختطف نشطاء حماس ثلاثة مراهقين إسرائيليين عمرهم أقلّ من 18 عاما، وقتلوهم ودفنوا جثثهم؛ عرض رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، صورا مزوّرة من المفترض أنّها تثبت بأنّ هؤلاء المراهقين القاصرين كانوا جنودا مجنّدين.