نشرت منظمة خيرية مرتبطة بالمعارضة السورية صورا لحطام كنيس النبي إلياهو عليه السلام الواقع في حي جوبر الدمشقي بعد أن دمرته قوات الجيش السوري النظامي في نهاية الأسبوع. ولم تلحق قوات الجيش السوري الدمار بمبنى المعبد فقط إنما حطمت محتويات أثرية تعود إلى زمن قديم كانت في الكنيس.
وقد شهدت المنطقة المحيطة بالكنيس خلال الأشهر الأخيرة قصفا متواصلا بقذائف الهاون من قبل النظام السوري الذي يفرض حصارا على البلدة التي تحولت إلى معقلا لمقاتلي المعارضة السورية.
وقال شلومو بولتس، مسؤول في المجلس السوري الأمريكي، وهي منظمة خيرية مرتبطة بالمعارضة السورية “أشعر بحزن عميق لسماع أخبار تدمير الكنيس في حي جوبر، وهو كنز ثمين للتراث اليهودي والسوري”. وأشار بولتس، يهودي من أصول سورية، إلى أن الجالية اليهودية في سوريا هي الضحية الأخيرة لسياسية الأسد التي تستهدف مؤسسات دينية وحضارية.
فيديو لجولة داخل الكنيس اليهودي في حي جوبر قبل تدميره:
وأحصى بولتس الأماكن المقدسة التي قام نظام الأسد بتدميرها ومنها: كنيسة أم الزنار في حمص (تاريخها يعود إلى بداية الديانة المسيحية قبل 1400 سنة)، ومسجد خالد بن الوليد في حمص، نتيجة جنون الأسد وحربه الضروس من أجل التشبث بالحكم بأي ثمن
ولم يكن هذا الهجوم الأول على الكنيس في حي جوبر، إذ قام النظام السوري بتدمير وابتزاز محتويات من الكنيس في أبريل (نيسان) العام الماضي، لكن صورا من المكان أظهرت أن الضرر الذي لحق بالكنيس كان معتدلا. ومكث الكنيس الذي بني على شرف النبي منذ القرون الوسطى، إذ كان موقعا لحج اليهود على مدار عقود.
وقبل نشوب الحرب الأهلية في سوريا، احتوى الكنيس على كنوز حضارية ودينية ثمينة وأبرزها كتب توراة قديمة منذ مئات السنين. وكان حي جوبر بيتا للطائفة اليهودي عبر القرون الوسطى. واستخدم الكنيس مدرسة للفلسطينيين المهجرين بعد قيام دولة إسرائيل.
ويقدّر ناشطون أن نظام الأسد دمر نحو 33 كنيسة ومئات المساجد منذ بدأ الحرب الأهلية عام 2012، وأن 6 مواقع تراثية عالمية تابعة لليونيسكو دمرت في سوريا.